ثم يكون تحت الشرف الذى عليه قلعة الجبل الآن. وكانت بركة البغالة، وبركة الفيل، وأرض القاهرة والوايلية وقرية الدمرداش مغمورة بالنيل، وكانت قرية المطرية - المعروفة فى الخطط بمدينة عين شمس - على ساحله، وكانت هى المدينة الثانية بعد مدينة منف التى كانت تخت القطر المصرى زمن الفراعنة، التى محلها الآن قرية منية رهينة من أعمال الجيزة.
ففى تلك الأزمان كانت عين شمس من أعظم مدن القطر، بها المعابد والمدارس، يقصدها الكثير من الفراعنة والأمراء وغيرهم فى أوقات معلومة من السنة لإجراء الرسوم الدينية والأعياد والمواسم، فكان من يريد التوجه من مدينة منف إليها إما أن يتخطى النيل من تجاه طرا فيمر من طرا على صحراء قرافة المجاورين وقايتباى حتى يصل إلى عين شمس، وإما أن يسير على الساحل الغربى للنيل إلى تجاه المطرية ثم يتخطاه، فلما تغير مجرى النيل تخلفت عنه أرض المعصرة وطرا وأرض البساتين وأرض دير مارى جرجس وأرض جامع عمرو، وحدثت بها بساتين وقرى.
[[التغيرات التي طرأت على ساحل النيل بعد الفتح العربى لمصر]]
ولما استولى العرب على الديار المصرية، وحدثت مدينة الفسطاط، أخذ النيل فى الانتقال إلى الغرب، وحصلت تغيرات شتى، وكذلك بعد حدوث القاهرة، حتى أن القاهرة بعد أن كانت مشرفة على النيل، صارت بعيدة عنه جدا، حتى أن من لا علم له بتلك التنقلات، يظن أن القاهرة وضعت بعيدة عن النيل، لما يشاهده من الآثار الباقية من زمن المنشئين.
وحيث أن تلك التنقلات حصلت بالتدريج في أزمان متعاقبة، فلنعين على وجه التقريب ساحل النيل فى كل انتقال، من حين الفتح الإسلامى على يد سيدنا عمرو بن العاص ﵁ سنة عشرين من الهجرة إلى وقتنا هذا، يعنى