وعرض الحارات الطويلة الأخر، نصف عرض شارع كانوب المذكور، وجميعها موازية له، وأبعادها الواقعة بينها متساوية وقدرها ٢٧٨ مترا.
وجميع الحارات العرضية متوازية وعمودية على الشارع الأصلى، المسمى بشارع كانوب، وبين كل منها وخط الشمال والغرب زاوية قدرها:١٥ ٢٤، وجميعها ممتد من البحر إلى المحمودية، والأبعاد الأصلية التى كانت بينها وبين بعضها ٣٣٠ مترا، وكان فيها أيضا حارات أخر متوازية-غير هذه-لكنها متقاربة، فمنها المتباعد بقدر ١١٠ أمتار، ومنها المتباعد بقدر ٩٦ مترا.
وكان من ضمن الحارات العرضية، شارع يخرج من برج/السلسلة، بسبب أنه كان به سراية ملوكية، تمر بالميدان الكبير، عمودية على شارع كانوب، وتمتد إلى مينا خارج السور على الخليج، وكان عرضها ١٤ مترا-مثل عرض الشارع الأصلى-، وكان على جانبها الشرقى بجمون لتوصيل المياه العذبة إلى السراية والصهاريج، وكان فى الجهة الأخرى مجرى القاذورات.
ويظن من كثرة الأعمدة التى وجدت فى امتداد هذا الشارع، أنه هو الشارع الذى تكلم عليه (أشيلبس تاتيوس) وكان بحافتيه من الجهتين بواك.
ويظهر من الميزانية التى أجراها محمود بيك، أن أراضى المدينة لم تكن مستوية، وكانت منقسمة-بطبقة الأرض إلى قسمين-بواد يختلف عرضه ما بين ٦٠٠ و ٧٠٠ متر، وابتداء الوادى المذكور من برج السلسلة، ويمتد إلى بحيرة مريوط، فيكون الساحل فى هذا الوادى منقسما قسمين: قسم من جهة أرض مصر، وقسم من جهة أرض ليبيا، ولا بد أن هذا سبب كون الإسكندرانيين يقولون: إن جزأ من المدينة من مصر، وجزأ من ليبيا.
[بجمونات إسكندرية وصهاريجها]
يظهر من رؤية الباقى منها الآن، أنها كانت كثيرة الصهاريج، وكانت الخلجان المتفرعة من الخلجان الأصلية لتوصيل المياه إلى المنازل والحارات لا تنحصر، ولا سيما ما كان منها