للبساتين والحدائق، وما كان مختصا بامتلاء الصهاريج الموزعة فى جميع أرجاء المدينة، لكفاية الأهالى، والواردين، والمترددين فى جهات القطر، وسواحل البحر المالح.
وحيث أن أهالى إسكندرية كانوا-بالأقل-٦٠٠ ألف نفس، ولو أضيف قدر هذا العدد عليه نظرا للواردين عليها، لكان اللازم لهم من الماء مليونا ونصفا فى مدة السنة، وهذا غير ما يلزم للحيوانات والبساتين، ولا يكفى لذلك أقل من ٤٠٠٠٠ متر مكعب كل يوم- أعنى قريبا من ٦٠٠٠٠٠ قربة.
ويوجد إلى الآن فى هذه المدينة خمسة خلجان، من الخلجان الأصلية التى كانت مستعملة فى دخول مياه النيل لامتلاء الصهاريج التى كانت فى هذه المدينة، وكانوا يسدون أفواه البجمونات لامتلاء الصهاريج، فإذا امتلأت فتحوها، ويعملون لذلك موسما مشهورا.
والبجمون الأول منها: فى استقامة الخليج القديم إلى المينا الغربية.
والثانى: يبتدئ من الخليج، ويكون فى استقامة الشارع المار بعمود السوارى.
والثالث: يبتدئ من الخليج ويستمر مع الشارع الداخل فى البلد، بعيدا عن شارع العمود بقدر ٩٠٠ متر تقريبا.
والرابع: يسير مع الشارع المار ببرج السلسلة.
والخامس: خارج من سور البلد من جهة كانوب، على بعد ١٣٠٠ متر منه، وعلى بعد ٢٣٥٠ مترا من سيدى جابر.
والخلجان المذكورة كانت تتبع فى سيرها الحارات، فتخرج منها فروع لتوصيل المياه إلى صهاريج المدينة، وبعض هذه الخلجان كان يجتمع ماؤها، ويسير تحت أرض الميدان الكبير، ويدخل من هناك فى جزيرة فاروس من خليج واحد كان يمر فوق القنطرة التى كانت توصله بأرض المدينة.