للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ووكالة تعرف بوكالة العدوى، من إنشاء الشيخ على العدوى، وهى الآن جارية فى حيازة ورثته، بها أماكن علوية وسفلية، وبواجهتها عدة حوانيت.

[[ترجمة عثمان بيك الطنبورجى]]

وبه أيضا دار المرحوم بهجت باشا التى كانت تعرف أولا بدار عثمان بيك الطنبورجى لأنه سكنها مدة، وهو - كما فى الجبرتى - عثمان بيك الجوخدار المعروف بالطنبورجى المرادى، من مماليك مراد بيك اشتراه ورباه ورقّاه وقلّده الإمارة والصنجقية فى سنة سبع وتسعين ومائة وألف.

ولما وصل حسين باشا الجزايرلى إلى مصر خرج المترجم مع سيده وباقى الأمراء من مصر، ووقع بينهم ما وقع من الحروب والمهادنة، ثم أحضر هو وحسين بيك المعروف بشفت وعبد الرحمن بيك الإبراهيمى إلى مصر رهائن. ولما سافر حسن باشا إلى الروم أخذهم صحبته بإغراء إسماعيل بيك، فأقاموا هناك، ثم رجع المترجم وعبد الرحمن بيك بعد وقوع الطاعون وموت إسماعيل بيك إلى مصر.

فلم يزل حتى حصل ما حصل من ورود الفرنسيس وموت مراد بيك فى أخريات أيامهم، فوقع اختيار المرادية على تأميره عوضا عن سيده بإشارة خشداشه محمد بيك الألفى، وانتقل بعشيرته إلى الجهة البحرية، وانضموا إلى عرضى الوزير، ووصلوا إلى مصر، فكان هو وإبراهيم بيك الألفى ثانى اثنين يركبان معا، وينزلان معا، ولم يزل حتى سافر القبودان بعد ما مكر مكره مع الوزير سرا على خيانة المصريين، فأرسل يستدعيه هو وعثمان بيك البرديسى، فسافر امتثالا للأمر، فأوقع بهما وقتل المترجم ونجا البرديسى، ودفن بالإسكندرية.

وكان أميرا لا بأس به، وجيه الشكل، عظيم اللحية، ساكن الجأش، فيه تؤدة وعقل، وسبب تلقبه بالطنبورجى أنه كان فى عنفوان أمره مولعا بسماع الآلات وضرب الطنبور، وربما باشر ضربه بيديه مع الإتقان، فغلبت عليه الشهرة بذلك. (انتهى). مات سنة ست عشرة ومائتين وألف.

وبقيت داره إلى أن جعلت ورشة من ضمن الورش التى أنشأها العزيز محمد على باشا، واشتغلت مدة ثم تعطلت - كما تعطل غيرها من الورش، وفى زمن الخديو إسماعيل باشا اشتراها المرحوم بهجت باشا، وجعل منها بيتا كبيرا أعده لسكنه، وباقيها جعله بيوتا للسكنى لأنها كانت كبيرة جدا؛ أولها على هذا الشارع، وآخرها الشارع القبلى الفاصل بينها وبين البيوت المستجدة، وهى محكورة لجهة الأوقاف إلى الآن.