البدراوى رئيس المشيخة بحارة الشيخ سلامة، ومنزل أحمد الصعيدى بحارة الدوار، ومنزل الشعراوى نصير على البحر، ومنزل السيد أفندى عبد العال رئيس مجلس مركزها، ومنزل مصطفى أفندى سبلة على البحر، وفيها معمل دجاج لبدراوى بيك، يستخرج منه كل سنة نحو مائة ألف فروج، وبها مسلمون نحو اثنى عشر ألفا وأقباط نحو الخمسمائة وفرنج نحو العشرين.
[ترجمة على بيك البدراوى]
ومما مر يعلم أن هذه البلدة مشتملة على آثار جليلة أكثرها لعلى بيك البدرواى، فإنه هو السبب فى عمارتها واشتمالها على تلك الآثار بعد اضمحلالها وتقهقر حالها، فإنه كان رجلا صاحب رأى وتدبير وله نظر صائب وهمة علية، وهو من أهالى تلك البلدة أصلا وفرعا، وكان أول أمره عطارا ثم كان زياتا، ثم جعل مشدا ثم شيخا على جزء من البلد، وكان عمدتها إذ ذاك رجلا مشهورا اسمه كنانى عنتر، كان محترما عند الناس وكان العزيز محمد على باشا يكرمه ويقربه فرأى هذا العمدة نجابة البدراوى وسداد رأيه فاختص به وولاه مصالحه فصدق البدراوى فى خدمته ونصح فى وظائفه، فازداد قدره عنده فمدحه عند العزيز محمد على وعرفه إياه فجعله العزيز حاكم خط، وفى تلك المدة تزوج ببنت دسوقى سوار عمدة المنزلة، وكان رجلا مشهورا أيضا، وأخذ البدراوى فى علو الهمة ومعاشرة الأكابر، واندرج فى ضمن أهل الشهرة وأكابر البلاد ووجوه الناس، وكثر ذكر اسمه عند العزيز فجعله ناظر قسم ثم مأمور مديرية الغربية.
وكانت البلاد إذ ذاك ضعيفة فقيرة بسبب الفتن التى كانت بها فى المدد السابقة، وكانت المطلوبات الميرية كثيرة متتابعة؛ بسبب الحروب القائمة والأعمال الجارية للمصالح العامة فى داخل القطر، فكان غالبا يحصل التأخير فى المطلوبات من الحكام، فتأخر على قسم البدراوى بعض الأموال الميرية فأمر العزيز بشنقه، فتوسط له بسليوس بيك فى العفو عنه بسعى بعض