للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أصحابه؛ السيد محمد الخشاب أحد تجار مصر المشهورين، فعفا عنه العزيز وجعله مأمور جفالك نبروه، وكان قد جعل عليها من قبله أحمد باشا منيكلى وأحمد باشا الدرملى وجعفر باشا على وجه التعاقب؛ فلم تنصلح على أيديهم، فلما وظف فيها البدراوى قام بها أحسن قيام حتى انصلحت زراعتها، فازداد عند العزيز محبة وقبولا.

ولما مات أولاده فى الطاعون سنة إحدى وخمسين أشفق عليه العزيز، وأحسن إليه برتبه أمير ألاى بدون ماهية وعافاه من خدمة الشفالك، وجعله عمدة بلده فأخذ فى أسباب عمارتها، فتجددت بها قيسارية وحوانيت ووكائل وشرع فى سنة إحدى وستين ومائتين وألف فى بناء قصره الذى بها، وزاره العزيز مرتين ببلده فقام بلوازم معيته كما يجب، ومن ذلك زاد اعتباره وارتفع شأنه أضعاف ما كان قبل، وتقدم على كافة الأهالى وراج أمره وسعى الأمراء وغيرهم فى قضاء مصالحه.

وكان كثير الهدايا للأمراء والأعيان حتى مالت إليه قلوب الكافة، ثم لما انكسرت قنطرة الراهبين وتوجه إليه المرحوم سر عسكر إبراهيم باشا بنفسه نزل عنده أيضا، ورأى من همته فى سد القطع وغيره ما أوجب مدحه عند أبيه؛ فصدر أمر العزيز بتقليده ناظرا على جميع ورش وجه بحرى، مع حملة ناحية سمنود من مكوس وجمارك، وبقى مكرما إلى أن تولى المرحوم عباس باشا فالتزم مصلحة المطرية بنحو سبعة آلاف كيس، والملاحة بنحو ستة عشر ألف كيس، والملاحة بنحو ستة عشر ألف كيس وجعل مفتش الفوريقات بالمحروسة، وأحيل على عهدته تسوق الأقطان اللازمة للورش ومشترى البهائم اللازمة للجفالك وجهات الميرى، وملاحظة عمارة سرايات العباسية ومشترى جميع أخشابها، وتعهد بالسمن اللازم لجهات الميرى.

وكثرة تلك المصالح استوجبت كثرة الكتبة عنده والخدمة واتساع الدائرة جدا، ونزل عنده المرحوم عباش باشا أيضا، ثم فى مدة المرحوم سعيد باشا