أحسن إليه برتبة أمير الاى بالماهية والنيشان، وضافه أيضا بعساكره وأنعم عليه بأربعمائة فدان من طينه الذى ببلده، جعلها له عشورية بعد أن كانت خراجية.
وفى زمن الخديوى إسماعيل باشا التزم بالملاحة والمطرية بالاشتراك مع عنانى بيك بستين ألف كيس، فلم يلبث إلا قليلا وتوفى فى شهر المحرم سنة أربع وثمانين هجرية، وترك أكثر من أربعة آلاف فدان وعقارات كثيرة بسمنود وطنتدا والقاهرة والإسكندرية ومن النقود ستة آلاف جنيه، غير أمتعة كثيرة من فضيات وخلافها، كلها قسمت بين ورثته.
وكان فى حياته زوّج بنت ابنه لعبد العال بيك رئيس مجلس الغربية، وعمل لذلك مهرجانا واسعا حضره جميع ذوات مصر وأمرائها وعلمائها، وحضره العزيز المرحوم إبراهيم باشا واستمرت أفراحه عدة أيام، وصرف فى ذلك أموالا جسيمة.
وكان مع كونه أمّيا له حافظة غريبة ومعرفة بالحساب تامة، يحسب بعقله فى أقرب وقت مالا يحسبه صاحب القلم بأرقامه، وزمام أطيان سمنود نحو ثلاثة آلاف فدان، ومساحة سكنها تقرب من خمسين فدانا، وطولها جنوبا وشمالا قدر عرضها خمس مرات وأراضيها تروى من النيل، وبها عشر سواق معينة بعضها بأرض المزارع وبعضها بداخل السكن، بعد مائها عند انتهاء نقص النيل خمسة أمتار، وفى غربيها تل ارتفاعه ستة أمتار ومساحته تقرب من ستين فدانا، يؤخذ منه السباخ لمزارع الناحية، ولها شهرة بزرع القطن والكتان والقصب الحلو والسمسم والأرز، ومقبرتها فى الجهة الغربية تعرف بقرافة الصعيدى، وبها مقامات لبعض الأولياء مثل الشيخ على الصعيدى والشيخ عقيل والشيخ عبد الرزاق والشيخ عبد الله والشيخ شرف والسادات السبعة، ولها سوق كل يوم أربعاء يأتيه غزل الكتان وقلوع المراكب من الجهات الغربية ومديرية الدقهلية.