ونشأ بها أيضا محمد بن عيسى بن إبراهيم الشمس النواجى الطنتدائى، ثم الأزهرى الشافعى الضرير ولد ببزوك، ونشأ بنواج، ثم تحوّل منها قريب البلوغ إلى طنتدا، فقرأ بها القرآن، ثم تحوّل إلى القاهرة، فقطن الأزهر، وحفظ الشاطبية والمنهاج، وجمع الجوامع، وألفية النحو، والتلخيص والجمل وغيرها، وجدّ فى الاشتغال، فأخذ النحو على السراج الوروى، وأحمد بن يونس المغربى، ونظام الحنفى، وداود المالكى، والفقه والمنطق، وأصول الدين عن الشرف موسى البرمكينى، وكذا من شيوخه المناوى والعبادى، والتقى الحصنى والكافيجى، وأخذ القراآت عن الزين عبد الغنى الهيتمى، والسير عن جعفر السنهورى، واشتدت عنايته بملازمة شيخ الإسلام زكريا الأنصارى، حتى عرف به، ومهر فى فنون، وفاق كثيرا من شيوخه، وطار صيته بالفضيلة التامة والفهم الجيد وتصدى للإقراء، وكثر الأخذ عنه بحيث انتفع به جماعة من رفقائه، فمن فوقهم كل ذلك مع السكون والتواضع، ومزيد العقل والصلاح والديانة، وقد حج وجاور، وأقرأ هناك، ثم عاد واستمر يدرّس ويفيد، إلى أن مات فى ليلة الجمعة سادس عشر من ذى القعدة سنة تسع وسبعين وثمانمائة، بعد تعلله أشهرا بذات الجنب ﵀ وإيانا. انتهى.
[(نواى)]
قرية من أعمال سيوط، بمركز ملوى موقعها فى الشمال الغربى لمدينة الأشمونيّن، على بعد ميل، وفى شرقى بحر يوسف، على أقل من ميل، وفي قبلى إبشادة التى سماها اليونانيّون فى خططهم بشاتى، على نحو ميلين، وتعرف بنواى البغال، لما قيل إنها كانت اصطبلا لبغال حاكم الأشمونيّن وهى فى وسط الحوض السلطانى، والآن قد دخلت فى الحوشة الجديدة التى أنشئت لأطيان الدائرة السنية، وأكثر مبانيها باللبن، وبها آثار تدل على أنها كانت بلدة قديمة، فإنه قد ظهر من مدة قريبة بالحفر فى جهتها الغربية،