وذكر ابن بطوطة أنه لما ساح فى تلك الجهات، كان بمدينة (هوّ) السيد الشريف الشيخ الصالح أبو محمد عبد الله الحسين، وكان من كبار الصالحين قال فزرته: فلما اجتمعت به سألنى عن قصدى، فأخبرته أنى أريد الحج على طريق جدة فقال: لا يحصل لك هذا فى هذا الوقت، فارجع وإنما تحج أول حجة تحجها على الدرب الشامى، فانصرفت عنه، ولم أعوّل على كلامه، ومضيت على طريقى؛ حتى وصلت إلى عيذاب، فلم أتمكن من السفر، فعدت راجعا إلى مصر، ثم إلى الشام، فكان طريقى فى أوّل حجاتى على الدرب الشامى، حسبما أخبرنى به الشريف نفعنى الله به. انتهى.
[(هوارة المقطع)]
ويقال لها: هوارة القصب أيضا، قرية من قسم مدينة الفيوم، واقعة فى شمال اليوسفى، بنحو خمسين قصبة، وكانت فى السابق رأس خط، وكان بها للميرى/دوّار أوسية، وأبنيتها باللبن، وفيها جامع بمنارة، ونخيل بكثرة، وحدائق ذات بهجة، وأكثر فاكهتها التين المعروف بالرمادى، نسبة إلى ناحية رماد الواقعة فى شمال سراية الفيوم لكثرته فيها جدا، ويباع فى بلاد الفيوم وبلاد الريف، وبجوار هوارة من جهة الشرق قناطر بعشر عيون فرشها عال، وتنزل منها المياه الزائدة عن طاقة اليوسفى، وهى مبنية فى الخور القديم، المتصل بالبطس المشهور الموصل الماء إلى خزان طمية، وفى شرقى هذه القناطر قطع يقال له: قطع السنط، له رصيف من الحجر الدستور، بناه خورشد باشا السنادى سنة ١٢٣٦ وقت أن كان مأمور الفيوم، وبجوار الرصيف رصيف آخر من الآجر، طوله نحو ثلثمائة ذراع بالمعمارى، بناه حسن بيك الشماشرجى سنة ١٢٢٨ بعد ما قطع.
وفى شرقى قطع السنط بنحو ثلثمائة قصبة يوجد بحر ناحية سيلة، وهو لأربعة بلاد، وليس عليه سد، بل هو مفتوح دائما لسيره فى حاجر الجبل،