للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[مطلب وفاة الملك المنصور]

وفى سنة تسع وثمانين وستمائة توفى المنصور قلاوون، ودفن بالقبة المنصورية المتقدم ذكرها، بعد أن أقام فى الملك مدة إحدى عشرة سنة وأشهرا. وأحدث فى أيامه وظيفة كتابة السر، واللعب بالرمح فى موكب المحمل وكسوة الكعبة، وأبطل عدة مكوس.

***

[سلطنة الملك الأشرف صلاح الدين خليل]

وخلفه على سلطنة مصر ابنه الملك الأشرف صلاح الدين خليل، فمكث ثلاث سنين.

وفى أيامه كانت الحروب قائمة على ساقها مع الإفرنج فى السواحل الشامية، فجلاهم عنها، وفتح عكا، وهدمها، وفتح عدة حصون.

وبعد عودته ذهب إلى قوص، ومن هناك سافر على اليمن إلى الكرك، ثم عاد إلى مصر.

وفى أيامة أكمل عدة المماليك عشرة آلاف، وسمح لهم بالنزول من القلعة فى النهار، ولا يبيتون إلا بها، فكان لا يقدر أحد منهم أن يبيت بغيرها.

وفى سنة اثنتين وتسعين وستمائة بنى بالقلعة قصر الأشرفية، وصرف عليه جملة من المال، وعمر أيضا الرفرف، وجعله عاليا، يشرف على الجيزة كلها، وبيّضه وصوّر فيه أمراء الدولة وخواصها، وعقد عليه قبة على عمد، وزخرفها. وكان مجلسا يجلس فيه السلطان إلى أن هدمه الناصر محمد بن قلاوون، والغالب أنه كان فى محل القصر الأبلق وما يلحق به، ومحله الآن الطوبخانة بالقلعة.

وفى سنة ثلاث وتسعين وستمائة توفى قتيلا، وكان قد انفرد فى الصيد فى نفر يسير وساق، حتى وصل إلى الطرانة، فقصده الأمير بيدرة ومعه جماعة وقتلوه، وتسلطن بيدرة، وتلقب بالملك القاهر، فلم يقم فى السلطنة سوى يوم واحد وقتل.

***

[سلطنة الناصر محمد بن قلاوون]

وولى السلطنة الملك الناصر محمد ابن السلطان قلاوون، وعمره تسع سنين، وتولى نيابته وقام عنه بالأمر الأمير كتبغا المنصورى، وقبض على جماعة من الأمراء الذين قتلوا الأشرف،