وبهذه الوسائط مع الحوض الجديد، الذى صنع فى زمن الخديوى، لإصلاح المراكب عوضا عن الحوض القديم، صارت هذه المينا من أعظم المين، ويرى فيها كل يوم عدد كثير من السفن التجارية وغيرها، الواردة من جميع الأقطار.
ولا يوجد شئ من الآثار القديمة/حول المينا بل كل ما هو هناك حادث.
والرياح الكثيرة الهبوب فى السنة هى الرياح الشمالية البحرية، وتيار المياه فى المينا من الغرب إلى الشرق، وهما اللذان مع تمادى الأيام كانا سببا فى ردم جزء عظيم بنى فوقه الناس، ودخل ضمن أرض المدينة الجديدة، وكان عند دخول الفرنساوية لا يوجد بها محلات لعمارة السفن، فأحدثوا لذلك محلات وقتية فى محل الترسانة الحالية.
[العمارات الملحقة بالسرايات]
من ذلك مدفن البطالسة، وقبر إسكندر، وكانت الأروام تسمى ذلك سوما: يعنى (الجسد) وكان فى وسط المدينة، بناء على ما ذكره (تيتوس).
وقد استدل محمود بيك-فى مباحثه-على أن كوم الدكة يوافق ذلك، لأن كوم الإسكندرانيين يسمونه كوم الديماس، ومن جملة مبانيه: السرداب والحمام، ويظهر أن ذلك أحد السراديب التى كانوا يدفنون بها موتاهم، ويؤيد قوله أنه عثر هناك على قبور شتى فيها كثير من العظام، وأن أصحاب المنازل المبنية هناك عثروا على كثير من ذلك.
[مطلب فى تحقيق أن نبى الله دانيال لم يدفن بمدينة إسكندرية]
واعتقد أهل الإسكندرية أن نبى الله (دانيال) دفن بالإسكندرية فى أسفل كوم الدكة، واتخذوا قبره مزارا. ولكن لم يقل أحد من المؤرخين، لا من العرب ولا من غيرهم، بأن هذا النبى دفن بها، ومن المعلوم أنه مات فى مبدأ زمن (كيروس) قبل بناء الإسكندرية بثلاثة قرون، وتقضى زمنه فى مدينة بابل، ولذلك قال محمود بيك: إنه لم يدفن