للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

على مصر المؤلف سنة ١٧٣٥ ميلادية، حيث قال: إن أول مينا تقابل القادم على مصر من الجهة البحرية هى مينا (سيبتوس)، التى هى شرقى برج العرب، البعيدة عنه بقدر ٤ أو ٥ فراسخ، وليست منفصلة عن مينا (أونوست (١) إلا بقدر ميلين أو ثلاثة، وكان الخليج معدا للملاحة بينهما.

ولم تكن هذه المينا مستعملة إلا فى النادر، بسبب أنها عرضة لتسلط الرياح الشمالية، ولذا لا تدخلها المراكب إلا عند عدم إمكان الوصول إلى مينا (أونوست)، فإن جزيرة رأس التين تحفظها من تسلط الرياح.

وعبارة (استرابون) تفيد أن الخليج يخرج من مينا (سيبتوس)، وأن مينا (أونوست) بعد المينا الشرقية، ومينا سيبتوس من ضمنها وهى بعدها أيضا.

وأظن أن هذه المينا، أكانت جهة المينا التى كان يقف بها وابور المرحوم سعيد باشا عند باب العرب، والمينا المستعملة الآن هى مينا أونوست المذكورة، ويوجد مدخلها بين الأرض والنهاية الغربية لجزيرة رأس التين، وهو عسر العبور لضيقه وكثرة شعوبه، لكن متى جاوزته السفن كانت فى مينا متسعة عظيمة آمنة، وكانت فى الزمن القديم متحدة مع المينا الشرقية، ثم انفصلتا بجسر السبع غلوات فى زمن الروم، فصار ما فى جهة الغرب المينا القديمة، وما فى جهة الشرق المينا الجديدة، وهى المستعملة الآن.

وبعد أن كانت هذه المينا مختصة بالسفن الواردة من الجهات الأروباوية، والمينا القديمة مختصة بسفن المسلمين، صارت المينا القديمة مشتركة بين سفن المسلمين وغيرهم.

وجميع العمارات البحرية المختصة بعمارة المراكب، والجمرك، وديوان البحرية، والحوض الذى عمل فى زمن المرحوم محمد علىّ باشا فى الجهة الشرقية البحرية منها، وصار الشروع زمن الخديوى فى عمل مولص يمتد فى وسطها بأرصفة فيه وفى دائر المينا، من ابتداء فم المحمودية إلى الحوض، قفل فمها من جهة البحر بجسر من الأحجار، لسهولة تفريغ البضائع الواردة والصادرة، وزيادة الأمن، ومنع الموج وتسلط الرياح فى داخلها، ليكون جميع السفن على غاية من الأمن.


(١) راجع الحاشية السابقة، ص ١٠٩.