يوم السبت منتصف القعدة سنة ٦٥٧ هـ، قتله الأمير ركن الدين بيبرس البندقدارى فى رجوعه من دمشق يريد مصر بعد انتصاره على التتار، واتفق الأمر على اقامة بيبرس فى السلطنة ولقب بالملك الظاهر ركن الدين أبى الفتح بيبرس البندقدارى الصالحى، وكيفية ذلك على ما ذكره المقريزى فى ترجمة جامع الظاهر: أنه قد وشى بالأمير بيبرس عند السلطان الملك المظفر، فتنكر له وتغير عليه وهم حينئذ بدمشق، فهمّ قطز بالخروج من دمشق إلى ديار مصر وهو مضمر لبيبرس السوء، وعلم بذلك خواصه فبلغ ذلك بيبرس، فاستوحش من قطز وأخذ كل منهما يحترس من الآخر، وينتظر الفرصة، فبادر بيبرس فأوعد الأمير سيف الدين بلبان الرشيدى، والأمير سيف الدين ببدغان الركنى المعروف بسم الموت، والأمير سيف الدين بلبان الهارونى، والأمير بدر الدين انص الأصبهانى، فلما قربوا فى مسيرهم من القصر بين الصالحية والسعيدية عند القرين، انحرف قطز عن الدرب للصيد، فلما قضى منه وطره وعاد والأمير بيبرس يسايره هو وأصحابه، طلب بيبرس منه امرأة من بنى التتار فأنعم عليه بها، فتقدم ليقبل يديه وكانت إشارة بينه وبين أصحابه، فعندما رأوا بيبرس قد قبض على يدى السلطان المظفر قطز، بادر الأمير (يكتون الجوكندار) وضربه بسيف على عاتقه أبانه، واختطفه الأمير انص وألقاه عن فرسه إلى الأرض، ورماه بهادر المغربى بسهم فقتله، وذلك يوم السبت خامس عشر القعدة سنة ٦٥٨ هـ.
[[التتار: نسبهم، ووقائعهم، وجلاهم]]
وحيث سبق ذكر التتار، فلا بأس بذكر طرف مما يتعلق بوقائعهم، ونسبهم، وجلاهم وإن كانت مبسوطة فى كثير من كتب التواريخ، قال فى «الروضة الزاهرة فى أخبار مصر وملوكها الفاخرة»، ما ملخصه: إن إقليم الصين إقليم متسع وله ملك يعرف «بالقان الأكبر» يقيم بمدينة طمغاج، قلت: وهى التى تسميها الإفرنج «بكنج»، والقان الأكبر عندهم كالخليفة عند المسلمين،