وأما الوكالة التى بجوارها فكان أصلها قاعة عظيمة أنشأتها أم السلطان أيضا من جملة العمارة، غير أنها لم تبن بها سوى بوابتها، ثم أخذها السلطان الملك الأشرف أبو العزيز برسباى الدقماقى الظاهرى، وجعلها وكالة كبيرة، وذلك فى سنة خمس وعشرين وثمانمائة، ولم يسخر فى عمارتها أحدا، وغيّر من الطراز المنقوش فى الحجارة بجانبى باب الدخول اسم شعبان ابن حسين وكتب برسباى، فجاءت من أحسن المبانى، وهى باقية إلى اليوم، وتعرف بوكالة الدخان لمبيع الدخان بها.
وبهذا الشارع أيضا عدة وكائل من الجانبين، منها وكالة شهيرة بوكالة الركن، وهى معدة لمبيع الخرنوب والدخان، وتحت نظر الأوقاف، ومنها وكالة مطبخ العسل، وهى معدة لمبيع أصناف النقل كالحوز واللوز ونحوهما، وتحت نظر السيد أحمد السخاوى، ومنها وكالة عبد الله باشا الأرنؤودى، وهى معدة لمبيع الأصناف الواردة من الأقطار الحجازية، وتحت نظر ذرية الباشا المذكور، ومنها وكالة عباس أغا، وهى معدة لمبيع الأصناف الواردة من جهة الحجاز وغيره، وتحت نظر محمد الشعبى.