للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وبهذا الشارع أيضا حمام يعرف بحمام العطارين، وهو عامر إلى الآن يدخله الرجال والنساء ومشترك بين الأوقاف وأولاد أصيل.

***

[[المنشية أو الرميلة]]

(تتمة): المنشية التى ابتداء هذا الشارع منها كانت تعرف أولا بالرميلة، وقد تغيّرت هيئتها مرارا، فقبل بناء قلعة الجبل كانت أرضا براحا ليس بها شئ ألبتة، وفى زمن أحمد ابن طولون كانت بستانا. قال المقريزى عند الكلام على القطائع ودولة بنى طولون: اعلم أن القطائع قد زالت آثارها، ولم يبق لها رسم يعرف، وكان موضعها من قبة الهواء التى صار مكانها قلعة الجبل إلى جامع ابن طولون، وهذا أشبه أن يكون طول القطائع، وأما عرضها فإنه من أول الرميلة تحت القلعة إلى الموضع الذى يعرف اليوم بالأرض الصفراء - عند مشهد الرأس الذى يقال له الآن زين العابدين.

وكانت مساحة القطائع ميلا فى ميل، فقبة الهواء كانت فى سطح الجرف الذى عليه قلعة الجبل. وتحت قبة الهواء قصر ابن طولون. وموضع هذا القصر الميدان السلطانى تحت القلعة، والرميلة التى تحت القلعة - مكان سوق الخيل والحمير والجمال - كانت بستانا، ويجاورها الميدان فى الموضع الذى يعرف اليوم بالقبيبات، فيصير الميدان فيما بين القصر والجامع الذى أنشأه أحمد بن طولون.

وبحذاء الجامع دار الإمارة فى جهته القبلية، ولها باب من جدار الجامع يخرج منه إلى المقصورة المحيطة بمصلى الأمير إلى جوار المحراب، وهناك أيضا دار الحرم.

والقطائع عدة قطع تسكن فيها عبيد ابن طولون وعساكره وغلمانه، وكل قطيعة لطائفة، فيقال: قطيعة السودان، وقطيعة الروم، وقطيعة الفراشين، ونحو ذلك. فكانت كل قطيعة لسكنى جماعة بمنزلة الحارات التى بالقاهرة.

[قصر ابن طولون]

ثم قال المقريزى أيضا: وبنى ابن طولون قصره، ووسّعه وحسّنه، وجعل له ميدانا كبيرا يضرب فيه بالصوالجة، فسمى القصر كله الميدان، وكان كل من أراد الخروج من صغير وكبير إذا سئل عن ذهابه يقول إلى الميدان، وعمل للميدان أبوابا لكل باب اسم، وكانت تفتح كلها فى يوم العيد أو يوم عرض الجيش أو يوم صدقة، وما عدا هذه الأيام لا تفتح إلا بترتيب فى أوقات معروفة.