ﷺ وسيدنا الحسين، والإمام الشافعى، والسيدة زينب، والسيدات الطاهرات أهل البيت ﵃ أجمعين، وبعضها يتحول من شهر إلى شهر، وهو الملازم للأشهر القبطية، كمولد سيدى على البيومى، وغيره من الأولياء ﵃ جميعا.
[[بعض العادات المرتبطة بالموالد]]
(أقول): وفى زمن الموالد المذكورة تكثر حركة الناس خصوصا أهل الخط الذى به المولد، وتروج البضائع، سيما الحلوى والحمص والفول والترمس والفستق، وأصناف المأكولات، وينتفع بعض الفقراء وطوائف الشعوذة، كالحواة وخيال الظل والمراجحية ونحو ذلك. وتنال خدمة الأضرحة فى تلك الأيام من النذور والصدقات أضعاف ما تناله فى غيرها، ويكثر ذلك ويقل تبعا لاتساع شهرة المولد وكثرة الواردين وقلتهم من الزوار من أهالى المدينة وضواحيها.
والعادة فى تلك الأيام أن أكثر السكان المجاورين لمحل المولد يعملون وقدات وختمات وأذكارا وولائم، يدعون فيها من أرادوا من أصحابهم وأحبابهم.
وفى الموالد الكبيرة، مثل مولد النبى ﷺ ومولد سيدنا الحسين والسيدات والإمام الشافعى، تكثر الحركة فى جميع البلد، وتتسع دائرة اكتساب الخدمة، وغيرهم مما ذكرناه من الباعة ونحوهم، وتكثر الولائم والوقدات أمام البيوت والدكاكين، ولربما عم ذلك بعض الشوارع الكبيرة، حتى يتخيل الناظر أن المدينة مزينة، وينشأ عن ذلك التفريح العام، والسرور التام.
[مطلب ذكر ما يفعله العجم من أول أول المحرم إلى ليلة عاشوراء]
والأعجام القاطنون بالقاهرة يفضلون السكنى بقرب المشهد الحسينى عن غيرها، ويتظاهرون فى مولده بالزينة الفاخرة والولائم العظيمة، ويحزنون عليه حزنهم المشهور، وهو من ابتداء المحرم من كل سنة، يجتمعون فى منزل يتخذونه لذلك، ويكسونه من الداخل بالكشامير، والأقمشة المفتخرة، ويفرشونه بالبسط والسجاجيد، ويوقدونه وقدات فائقة، ويدعون من أرادوا من أصحابهم وأحبابهم، وبعد الأكل يقوم منهم خطيب يصعد فوق منبر صغير، ويخطب خطبة بالفارسية، تتضمن رثاء أهل البيت، ويترنم فيها بالنوح والتعديد وإظهار الحزن والأسف والكآبة، ويبكى ويبكّى الحاضرين، وبعد فراغه