وكذلك أنشأ حمامه الذى عرف أخيرا بحمام الكلاب، وكان يعرف أولا بحمام الفخرى، وقد أزيل هذا الحمام عند بناء الزيادة المستجدة فى دار الست أم حسين بيك.
ثم هدم كثيرا من الدور التى كانت على الخليج وما وراءها بتلك الأحكار التى فى الجانب الغربى من الخليج، وغرس فى أراضى تلك الدور الأشجار، وجعلها بستانا تجاه داره، فمات قبل أن تكمل وصار أكثر مواضع الدور التى خربها هناك كيمانا. (انتهى).
والساباط المذكور استمر موجودا إلى سنة خمس وثمانين بعد المائتين والألف، ثم هدم بأمر ديوان الأشغال، وكان يعرف بقبو الذهب، وكان بجوار جامع الحفنى الجديد الذى أحدثه الشيخ العباسى شيخ الجامع الأزهر، وأثر هذا القبو موجود إلى الآن فى الحائط المقابل للباب المذكور.
وقد أنشأ أيضا الشيخ العباسى قنطرة ليمر من عليها إلى السراى التى جدّدها شرقىّ بيته القديم الذى هو بيت أجداده، وهذه القنطرة غير القنطرة القديمة التى كان يتوصل من فوقها أوّلا إلى سرايته المذكورة، وهى باقية إلى الآن بالقرب من القنطرة الجديدة. وعلى يمين الداخل من الباب الجديد الذى عليه الدرابزين الحديد بيت مستجد الإنشاء يعرف ببيت الشيخ الحفنى، لأنه كان يسكنه فى حياته، وهو الآن وقف، وتحت نظر الشيخ العباسى المذكور.
[خوخة الأمير حسين]
وبنهاية هذا الشارع الآن من جهة اليسار باب القبوة يتوصل منه لحارة درب سعادة.
عرف بذلك لأنه كان هناك قبو من الحجر يمر الناس من تحته، وقد زال عند بناء سور سراى الأمير منصور باشا، وهذا القبو هو باب خوخة الأمير حسين التى ذكرها المقريزى حيث قال: هذه الخوخة من جملة الوزيرية يخرج منها إلى تجاه قنطرة الأمير حسين، فتحها الأمير شرف الدين حسين بن أبى بكر بن إسماعيل بن حيدرة بك الرومى حين بنى القنطرة على الخليج الكبير وأنشأ الجامع بحكر جوهر النوبى.
وجرى فى فتح هذه الخوخة أمر لا بأس بإيراده، وهو أن الأمير حسينا قصد أن يفتح فى السور خوخة لتمر الناس من أهل القاهرة فيها إلى شارع بين السورين ليعمر جامعه، فمنعه