ومعنى المجموع: المتولى لأخذ المال، وقد تكتب ستدار، وصاحبها من المقدمين (الرؤسا) وتحت إدارته مختارون من الطبلخانة والعشرات، وبعض هؤلاء كان يكشف على المأكولات، وبعضهم على الأملاك، وبعضهم على الأشياء المشتراة والمبيعة، ولما تسلطن الملك الظاهر برقوق واشترى كثيرا من المماليك، وجعل لهم قلما مخصوصا وعين لهم بلادا يصرف ايرادها فى جامكياتهم، ويسمى هذا القلم بالديوان المفرد، وجعله تحت نظر استادار العالية، وأضيف إليه أيضا التفتيش على المأكولات وأملاك الملك وغيرها، وفى زمن الناصر فرج أضيف إليه نيابة الوجه البحرى، وعين معه رقيق من المتعممين، ومفتش ينظر فى صرف الأموال والزراعات، وجملة من المباشرين (أمناء النقود)، وأما استادار الصحبة فهو المتحدث على طبخ الأمراق، وهو الذى يطلب من الوزير ما يلزم لسفرة الملك، وتحت إدارته جملة من الطباخين، والمعلمين، والخدامين، والأوانى اللازمة لذلك، ويباشر الملك بالكلام فيما يطبخ، ومعه مشرف للتفتيش على الطباخين، وقال أبو المحاسن: إن الخليفة المكتفى بالله العباسى فى سنة خمسمائة وخمس وثلاثين هجرية، نقل الاستادار مظفر الدين بن محمد إلى الوزارة، قال: وهذه أول مرة سمعت فيها بالاستدارية، وفى سيرة صلاح الدين، وناصر الدين لفظ استادية بغير راء، حيث قيل: استادية الدار العزيزية. انتهى.
وإنما ذكرنا ذلك هنا لما فيه من الفوائد، وقد ذكرنا شيئا مما يتعلق بالرتب فى الكلام على سرياقوس، ولنرجع إلى ما نحن بصدده.
[[قتل سيف الدين قطز]]
قال المقريزى: ثم فى المحرم سنة ٦٤٩ هـ، خرج المعز بالأشراف والعساكر، ونزل بالصالحية وأقام بها نحو سنتين والرسل تتردد بينه وبين الناصر، وفيه أن الملك المظفر سيف الدين قطز قتل قريبا من المنزلة الصالحية