نقل عن عمرو بن العاص من إرساله إلى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب ﵁ يخبره بذلك، فأرسل إليه بطاقة يلقيها فى النيل إلى آخر ما هو مشهور.
[(نيمشوط)]
كلمة قبطية معناها الغيطان والسهول، كانت علما على إقليم يمتد على فرع دمياط شرقا، وغربا، وزعم بعضهم أن هذا المحل هو الذى سماه بليناس باسم إيزديس، وأنه كان على الشاطئ الغربى من النيل، فى بحرى مدينة جمنوتى، أى سبنيت العتيقة المشهورة الآن بسمنود.
وكان من مدن ذلك الإقليم مدينة تسمى باسم بانيفوزى (المنزلة) وكانت قاعدة إقليم نوت، وكان محلها على شاطئ بحيرة المنزلة، فى محل المنزلة الموجودة الآن، وقال المؤرخ كاسبان: إن مدينة بانيفوزيس كانت فى خط عظيم الخصوبة، وكان ما يخرج منه يكفى سكان الإقليم مؤنة، فلما هاج البحر المالح، بسبب زلزلة فاض ماؤه على الأراضى المجاورة له فأغرقها، وهدم أغلب القرى، وبدل تلك البلاد الحسنة ببحيرة مالحة، ولم يبق منها إلا ما كان مبنيا على التلال، فصارت كالجزائر وسط البركة، وليس فيها سكان غير الرهبان، فكانوا يأوون إليها للبعد عن مخالطة الناس وكلما هبت رياح الشمال ارتفع ماء البركة، فيغطى سواحل تلك القرى/ويغمر جميع جهاتها، وفى بعض تراجم الرهبان أن هذه المدينة كانت تسمى يانيفوز، وفى بعض المدوّنات ذكر قسم (نيمشوط بانفرا) ومعناه سهول بانفرا واسمه مشتق من مدينة بانفرا، وكان يمتد فى جهتى النيل، ولم يعين موقعه، وإنما ذكر أن الأمير أدريان بعد أن فارق جمنوتى (سمنود) سار على النيل ثلاثة أيام، فوصل إلى سهول بانفرا، فإن فرض أنه سار بالاستقامة من سمنود تكون مدينة بانفرا فى نهاية أسفل الأرض، والمذكور أنه بعد الثلاثة أيام وصل إلى سهول بانفرا، قال كترمير الأولى إن أدريان بعد أن وصل سمنود، دخل فى بحرها، وعلى شاطئه بقرب مصبه تكون مدينة بانفرا.