للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

على أنه الأصل الأكبر فى التناسل، ومن الرسوم الجارية فى هذا العيد، أن يشهر تمثال هذا المقدس بثلاثة مذاكير، يرمزون بذلك إلى أنه الأصل الأول الذى نشأ عنه بقوة التناسل كثرة المخلوقات.

وعادتهم فى ذبح الخنزير قربانا أنهم بعد ذبحه يجمعون رأس الذنب مع الطحال وغشاء الأمعاء ويغطونها بشحمه ويحرقونها، ثم يأكلون باقيه وقت كون القمر بدرا، وكان من لا قدرة له على تحصيل خنزير يحصل تمثالا من التبن على هيئة الخنزير بعد تسويته على النار ويقربه.

وأما فى عيد باكوس فكان يذبح الواحد منهم الخنزير أمام بيته فى الغداة، وبعد ذبحه يعطيه لذابحه مجانا، ثم يعلنون بالعيد كما هو كذلك عند اليونان، وكانوا يخترعون صورة قدر ذراع ويجعلون لها مذاكير قدر ذراع أيضا، ويحركونها بالحبال ويحملها النساء، ويطفن بها فى البلدان، وأمامهن جماعة يضربون بالنار ويغنون، وقال هيرودوط أيضا: إن المصريين كانوا يحكمون بنجاسة الخنزير، حتى إذا مس الخنزير أحدهم، فإنه يذهب إلى البحر حالا فينغمس فيه، وكانوا يمنعون رعاة الخنزير من دخول المعابد، ولا يتزوجون منهم ولا يزوّجونهم ولو كانوا منهم، فكان الراعى لا يتزوج إلا بنت مثله. انتهى.

وقال هيرودوط أيضا: إن المصريين كانوا فى تلك الأزمان إذا وجدوا غريقا لزمهم تصبيره ودفنه مع المقدسين فيكون مقدسا؛ ولا يتولى منه ذلك إلا الكهنة، بحيث لا يمسه غيرهم تعظيما له.

وذهب ويلتير إلى أنه قبل تاريخ المسيح بنحو ألفى سنة، كان المصريون يغرقون فى النيل بنتا بكرا قبل وفائه ليتم فيضانه، ويروى البلاد، وكانوا يعتقدون توقف زيادته على ذلك، ونسب ويلتير ذلك إلى هيرودوط، وقد أنكر شراح كتب هيرودوط ذلك، وقالوا: إنه لا يوجد هذا فى شئ من كتبه، وأنه لم يقل بذلك إلا العرب فى كتبهم مثل المرتضى، والقلقشندى، وذكروا ما