هذا كله خلاف عربات العائلة المحمدية وتوابعها، وخلاف عربات الإفرنج.
ومعلوم أن أس هذه الثروة إنما هو المرحوم محمد على باشا المؤسس الأصلى، وبلوغ أوجها إنما هو بالعناية الخديوية، فإنه بما بثه فيها من أسباب التنعمات أنساها البؤس والخشونة التى كانت عليها الأعصر الخالية، فلم يبق سببا يستوجب تمدن أهل وطنه ورفاهيتهم إلا وجّه إليه همته وحصله.
[مطلب شوارع إسكندرية وما بلط منها ومساحة ذلك]
ومن ذلك التفاته إلى الطرق والشوارع، فقد كانت لا تفى بالمقصود منها من تسهيل المرور بالمتاجر وخلافها، وكانت غير مبلطة ففى الشتاء تراها كثيرة الوحل بسبب المطر، وفى الصيف كانت كثيرة الأتربة وكان ذلك يضر بالمارّين والسكان، فصدرت أوامره السنية بفتح عدة شوارع وحارات أهمها:
شارع إبراهيم الممتد من مدرسة البنات إلى ترعة المحمودية، وطوله ١٠٠٠ متر فى عرض ٢٤ مترا، فتح جميعه فى التلول، وعمل أولا بالدبش والدقشوم، وجعل فى جانبيه طويقان للمشاة وترك وسطه للعربات والحيوانات، وبعد ما استعمل كذلك زمنا تبينت ضرورة تبليطه، فحصل ذلك سنة ١٢٩١