للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

[تتمة]

كان بدرب عبد الحق المذكور من الدور الكبيرة، الدار التى أنشأها الأمير على بيك الكبير لمحظيته خاتون التى تزوج بها الأمير مراد بيك بعد موت سيده.

[ترجمة الست خاتون]

وخاتون هذه هى-كما فى الجبرتى-الست الجليلة خاتون سرية على بيك بلوط قبان الكبير، بنى لها الدار العظيمة على بركة الأزبكية بدرب عبد الحق، والساقية والطاحون بجانبها ولما مات على بيك وتأمر مراد بيك تزوّج بها، ولم يأت بعد الست شويكار من اشتهر ذكره وخبره سواها، ولما كان أيام الفرنساوية واصطلح معهم مراد بيك حصل لها منهم غاية الكرامة، ورتبوا لها من ديوانهم فى كل شهر مائة ألف نصف فضة، وشفاعتها عندهم مقبولة لا ترد، وبالجملة فإنها كانت من الخيرات، ولها على الفقراء بر وإحسان، ولها من المآثر الخان الجديد والصهريج داخل باب زويلة، توفيت يوم الخميس لعشرين خلت من شهر جمادى الأولى سنة إحدى وثلاثين ومائتين وألف ببيتها المذكور بدرب عبد الحق، ودفنت بحوشهم فى القرافة الصغرى بجوار الإمام الشافعى-رضى الله تعالى عنه-واضيفت الدار إلى الدولة، وسكنها بعض أكابرها، فسبحان الحى الذى لا يموت. (انتهى).

وفى وقتنا هذا أخذت هذه الدار فى التنظيم الذى حصل بالأزبكية، ودخل منها جزء صغير فى السراية المستجدة التى بها صندوق الدين الآن، وأما الساقية فهى موجودة إلى اليوم بآخر درب عبد الحق المذكور.

[ترجمة السيد خليل البكرى]

والدار التى جدّدها السيد خليل البكرى، وكانت بجوار دار الست خاتون المذكورة، وهو-كما فى الجبرتى-الأجل المبجل، والمحترم المفضل، السيد خليل البكرى الصديقى والدته من ذرية شمس الدين الحنفى، وأخوه السيد أحمد الصديقى، الذى كان متوليا على سجادتهم، ولما مات السيد أحمد لم يتولها المترجم، لما فيه من الرعونة، وارتكابه أمورا غير لائقة، بل تولاها ابن عمه السيد محمد أفندى مضافة لنقابة الأشراف، فتنازع مع ابن عمه المذكور، وقسموا بيتهم الذى بالأزبكية نصفين، وعمر منابه عمارة متقنة، وزخرفه، وأنشأ