الفحامين، والربع المستجد بباب النصر، والوكالة التى بقرب جامع الحاكم، وقد جعل ريع بعض هذه الأوقاف يصرف فى مصالح الجامع من أول الأمر، والبعض الآخر يؤول إلى الجامع بعد انقراض الموقوف عليهم، وذلك أنه وقف المكانين بدرب الرشيدى على نفسه، ومن بعده لأولاده ثم لأولادهم، فإذا لم يكن له أولاد فالثمن لوالدته وزوجاته، ومن بعدهن يصرف بعضه للمجاورين برواق الشوام فى الأزهر، وبعضه فى شعائر المسجد، والربع يصرف على مديرتيه الحبشيتين ومن بعدهما على المسجد، والربع على عتقاه ومن بعدهم على الجامع، والربع على ابن أخته ومن بعده على المسجد، والثمن الباقى على والدة الواقف ومن بعدها على الجامع، فيصرف ثمن قنطار شيرج لتنوير المسجد كل زمن بحسبه، وثمن ستين رطلا من الشمع الإسكندرانى توقد فى رمضان، وثمن ألفى قربة ماء عذب للصهريج، وثمن حصر للمسجد والمكتب، ويصرف للإمام والخطيب والمؤذن والمبلغ والملاء والوقاد والكناس ونحو ذلك بحسب ما يراه الناظر، ويصرف لاثنين يقرآن بالمسجد ختمتين كل جمعة بحسب ما يراه الناظر أيضا، وما فضل يصرف منه كل سنة ستمائة قرش فى وجوه الخيرات من قراءة ختمات وتفرقة خبز قرصة وخوص وريحان على تربة الواقف وعلى تربة والدته فى الجمع والأعياد، وما فضل يشترى به عقارات لجهة الوقف بعد دفع/الأحكار إلى جهة أوقافها، وإذا تعذر الصرف فى تلك الجهات صرف للفقراء، وجعل النظر الحسبى للسيد أحمد سعودى ومن بعده لمفتى المالكية بالأزهر، فإن تعذر فلناظر أوقاف الحرمين، وجعل معلوم كل من الناظر الأصلى والحسبى فى السنة ثلاثمائة وستين قرشا.
[جامع الست حدق]
قال المقريزى: هذا الجامع بخط المريس فى جانب الخليج الكبير مما يلى الغرب بالقرب من قنطرة السد التى خارج مدينة مصر. أنشأته الست حدق دادة الملك الناصر محمد بن قلاوون، وأقيمت فيه الخطبة يوم الجمعة لعشرين من جمادى الآخرة سنة سبع وثلاثين وسبعمائة انتهى.
وقال فى ذكر الأحكار: كان موضع هذا الجامع منظرة السكرة، فأنشأت فيه الست حدق هذا الجامع، وجعلت لها هناك حكرا عرف بها لأجل ذلك، وهذا الحكر يعرف اليوم بالمريس، وكان بساتين من بعضها بستان الخشاب انتهى.
وقد ذكرنا ترجمة الست حدق مع ترجمة الست مسكة عند مسجد مسكة.