للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أبى شريف، والشيخ كمال الدين الطويل، والشيخ عبد الحى السنباطى. وأخذ التصوّف عن سيدى محمد الاصطنبولى، وعن الشيخ نور الدين الحسنى.

وكان سمته سمت الصالحين، وأعماله أعمال المتقين، وكان يعيب على الفقهاء الذين يتوسوسون فى ماء الطهارة ولا يتوسوسون فى اللقمة، ويقول لهم: لو عكستم الأمر أفلحتم.

قال الإمام الشعرانى: صحبته نحو خمس سنين ثم مات.

وكانت جنازته مشهورة. وكان عزبا ما تزوج قط، وكان يطبخ لنفسه ويفرق على جيرانه ويطعم طلبته، ويقول: ما أحوجنى الله إلى النساء، كابدت العزوبة سنة ثم ذهبت عنى شهوة الجماع.

وكان كثير الذكر لله تعالى، لا يكاد يغفل عن قول الله (ألله) فى حال درسه وفى حال عمله لشغل، ويأمرهم بكتمان ذلك فلم يظهر الأمر إلا بعد موته، .

[ترجمة محمد بن يوسف الدمياطى المصرى]

ومن علمائها أيضا، كما فى خلاصة الأثر (١): محمد بن يوسف بن عبد القادر الدمياطى المصرى الحنفى، المفتى الإمام المقدم على أقرانه، البارع فى أهل زمانه، مفتى مذهب النعمان بالقاهرة، والمبدى من تحريراته التحقيقات الباهرة، فاق فى الفضائل جميعها، وبهر فى تأصيل المسائل وتفريعها، وتكلم فى المجالس وأظهر من درر بحره النفائس، وجمع وألف وكتب وأفاد، وأرسل فتاويه طائرة بأجنحة ورقها إلى سائر البلاد، ولازم شيوخ الحنفية من المصريين، كالشيخ الإمام زين بن نجيم وأخيه الشيخ عمر، وشيخ الفقهاء فى وقته الشيخ على بن غانم المقدسى وغيرهم وأجازوه، وتصدر للتدريس ونفع الناس.


(١) خلاصة الأثر فى أعيان القرن الحادى عشر للمحبى. القاهرة، المطبعة الوهابية،١٢٨٤ هـ، ج ٤، ص ٢٧٠.