للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وذكره الخفاجى فقال فى حقه: مقدم نتائج الفضل، وغيره التالى، ومشيد بنيان المكارم بطبعه العالى، ذو وقار تزول عنده الراسيات الشوامخ بمحكم فضل لا يرد على آياته البينات ناسخ، إن خط فما خط الربيع والعذار، أو تكلم فما طرب الأوتار والأطيار، ورد الروم وأنابها كراء واصل، أو حرف علة أو همزة واصل، وشوقى إلى الكرام، كما قال أبو تمام:

واجد بالخليل من برحاء الشوق … وجدان غيره بالحبيب

ثم أورد له أبياتا راجعه بها عن أبيات أرسلها إليه، مطلعها هذا:

أيا روض مجد منبتا زهر الحمد … ومن ذكره أذكى من العنبر والوردى

وأبيات الدمياطى، صاحب الترجمة هذه:

أفائق أهل العصر فى كل ما يبدى … وأوحد هذا العصر فى الحل والعقد

ومن فاق سحبانا وقسا فصاحة … ومن نظمه المشهور بالجوهر الفرد

نظمت قريضا فى حلاوة لفظه … وفى الصوغ أزرى بالنباتى الورد/

وضمنته معنى بديعا فمن يرم … لا داك شئ منه يخطئ فى القصد

ملكت أساليب الكلام بأسرها … فانت بارشاد إلى طرقها تهدى

لقد كنت فى مصر خلاصة أهلها … وفى الروم قد أصبحت جوهرة العقد

وحق شهاب أصله الشمس أن يرى … حريا بأن يرقى إلى غاية السعد

فمعذرة منى إليك وما ترى … من العجز والتقصير قابله بالسد

فلا زلت فى أوج العلا متنقلا … وشانؤك الممقوت فى العكس والطرد

ولا برحت أبياتك الغرّ فى الذرى … وأبيات من عاداك فى الدك والهدّ

ودمت فريدا للفرائد راقيا … مراتب فضل منهلا طيب الورد

وكانت وفاته بمصر يوم الجمعة السابع عشر من ربيع الثانى سنة أربع عشرة وألف، .