فحضرت يوما إلى المدرسة السيوفية فوجدت شيخا بقالا على بابها يتوضأ وضوءا غير مرتب فاعترضت عليه فإذا هو من أولياء الله تعالى وقال لى: إنما يفتح عليك فى مكة. فذهبت إليها وجاءنى الفتح حين دخلتها ثم انه بعد مدة رجع إلى مصر، وتوفى بالجامع الأزهر بقاعة الخطابة سنة اثنتين وثلاثين وستمائة ودفن بسفح المقطم عند مجرى السيل تحت المسجد المعروف بالعارض وصار قبره بغير حاجز عليه مدة طويلة، فلما كانت أيام السلطان أينال العلائى الأشرف قام رجل من الأتراك يقال له: تمر الإبراهيمى - عتيق الأشرف برسباى - لزيارته هو وابنه برقوق الناصرى عتيق السلطان جقمق العلائى بجماعة من جهتهم فصارا يعملان الأوقات عنده ويطعمان الطعام ويتصدقان على الفقراء، ثم فى سنة نيف وستين وثمانمائة وقف السيفى تمر عليه حصصا من أقطاعه، وأنشأ له مقاما مباركا وجعل له خادما بجامكية وجعل ناظره السيفى برقوقا، فصار يعمل به الأوقات الجليلة إلى أن ولى السلطنة قايتباى المحمودى فجعل برقوقا نائب الشام فقام ولده مقامه.
وحكى عن ابن الفارض رحمه الله تعالى: أنه كان يحب مشاهدة البحر وكان من أجل ذلك يتردد بالمسجد المعروف بالمشتهى فى أيام النيل؛ ففى بعض الأيام سمع قصّارا يقول:
قطع قلبى هذا المقطع كلما يصفو يتقطع. فما زال يصرخ ويبكى حتى ظن الحاضرون أنه مات، وله مناقب عظيمة رضى الله تعالى عنه، انتهى.
[جامع عمرو بن العاص]
هو بالفسطاط غنى عن التحديد. وهو أول مسجد أسس بديار مصر، وضعه الإمام عمرو بن العاص ﵁ بحضور جمع من الصحابة ﵃.
ويقال له: الجامع العتيق وتاج الجوامع ومسجد أهل الراية. وكان سيدى على وفا يسميه قاعة الفرح، وكان الشيخ إبراهيم المتبولى يسميه ميدان الأولياء.
وقد سبق الكلام عليه مبسوطا أول الجوامع لما أنه أولها وضعا فارجع إليه إن شئت.