[ترجمة الشيخ حسن بن عمار الشرنبلالى الحنفى الشهير]
وذكر المحبى فى كتابه «خلاصة الأثر» أن منها الشيخ حسن بن عمار بن على أبا الإخلاص المصرى الشرنبلالى، الفقيه الحنفى الوفائى، كان من أعيان الفقهاء وفضلاء عصره، وممن سار ذكره فانتشر أمره، وهو أحسن المتأخرين ملكة فى الفقه وأعرفهم بنصوصه وقواعده، وأنداهم قلما فى التحرير والتصنيف، وكان المعول عليه فى الفتاوى فى عصره، قرأ فى صباه على الشيخ محمد الحموى والشيخ عبد الرحمن المسيرى، وتفقه على الإمام عبد الله النحريرى والعلامة محمد المحبى، وسنده فى الفقه عن هذين الإمامين وعن الشيخ الإمام على بن غانم المقدسى مشهور ومستفيض، ودرس بالجامع الأزهر وتعين بالقاهرة، وتقدم عند أرباب الدولة، واشتغل عليه خلق كثير وانتفعوا به، منهم العلامة أحمد العجمى والسيد السند أحمد الحموى والشيخ شاهين الأرمناوى وغيرهم من المصريين، والعلامة إسماعيل النابلسى من الشاميين، وصنف كتبا كثيرة فى المذهب، وأجلها «حاشية على كتاب الدرر والغرر لمنلا خسرو»، واشتهرت فى حياته وانتفع الناس بها، وهى أكبر دليل على ملكته الراسخة وتبحره، وشرح «منظومة ابن وهبان» فى مجلدين، وله متن فى الفقه ورسائل وتحريرات وافرة متداولة. وكان له فى علم القوم باع طويل، وكان معتقدا للصالحين والمجاذيب، وله معهم إشارات ووقائع أحوال، منها أن بعضهم قال له: يا حسن من هذا اليوم لا تشتر لك ولا لأهلك وأولادك كسوة، فكانت تأتيه الكسوة الفاخرة، ولم يشتر بعدها شيئا من ذلك. وقدم المسجد الأقصى فى سنة خمس وثلاثين وألف صحبة الأستاذ أبى الإسعاد يوسف بن وفا، وكان خصيصا به فى حياته. وكانت وفاته يوم الجمعة، بعد صلاة العصر فى الحادى والعشرين من شهر رمضان سنة تسع وستين وألف عن نحو خمس وسبعين سنة، ودفن بتربة المجاورين.
والشرنبلالى، بضم الشين المعجمة مع الراء وسكون النون وضم الباء الموحدة ثم لام ألف وبعدها لام؛ نسبة لشبرى بلولة على غير قياس، والأصل