وأربعون قنطرة، عملها الأمير قراقوش الأسدى، وكان على العمائر فى أيام السلطان صلاح الدين يوسف بن أيوب بما هدمه من الأهرام التى كانت بالجيزة، وأخذ حجرها فبنى منه هذه القناطر، وبنى سور القاهرة وما بينهما، وبنى قلعة الجبل، وكان خصيا، روميا، سامى الهمة، وهو صاحب الأحكام المشهورة والحكايات المذكورة، وفيه صنف الكتاب المشهور المسمى «بالفاشوش فى أحكام قراقوش» قال: وكان قراقوش لما أراد بناء هذه القناطر، بنى رصيفا من حجارة ابتدأ به من حيز النيل بإزاء مدينة مصر، كأنه جبل ممتد على الأرض مسيرة ستة أميال، حتى يتصل بالقناطر.
وقال أيضا: وفى سنة تسع وتسعين وخمسمائة، تولى أمر هذه القناطر من لا بصيرة عنده، فسدها رجاء أن يحبس الماء، فقويت عليها جرية الماء، فزلزلت منها ثلاث قناطر وانشقت، ومع ذلك فما روى ما رجا أن يروى، وفى سنة سبعمائة وثمانية رسم الملك المظفر بيبرس الجاشنكير برمها، فعمر ما ضرب منها، وأصلح ما فسد فيها، فحصل النفع بها. انتهى.
وأظن أن القنطرة الموجودة الآن بقرب الهرم من بواقى هذه القناطر. انتهى وبعده تهجم عليها السلطان عثمان بن صلاح الدين المذكور
[(محاولة السلطان عثمان بن صلاح الدين فتحها)]
قال/المقريزى فى الكلام على الأهرام أيضا: قال العلامة موفق الدين عبد اللطيف بن أبى العز يوسف بن أبى البركات محمد بن على بن سعد البغدادى، المعروف بابن المطحن، فى سيرته: جاء رجل جاهل عجمى، فخيل إلى الملك العزيز عثمان بن صلاح الدين يوسف أن الهرم الصغير تحته مطلب، فأخرج إليه الحجارين وأكثر العسكر، وأخذوا فى هدمه، وأقاموا على ذلك شهورا، ثم تركوه عن عجز وخسران مبين فى المال والعقل.