للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفى خطط المقريزى، أن أقباط رشيد خالفوا سنة ١٣٢، فبعث إليهم مروان ابن محمد الجعدى، الملقب بالحمار، لما دخل مصر فارا من بنى العباس، بعثمان بن أبى قسعة فهزمهم.

وقال أيضا، فى الكلام على حوادث الإسكندرية،: إنه فى سنة ٣٠٧ سارت مقدمة المهدى عبيد الله من إفريقية مع ابنه أبى القاسم إلى لوبيا، فهرب أهل الإسكندرية وجلوا عنها، وخرج منها مظفر بن زكا الأعور فى جيشه، ودخلت إليها العسكر يوم الجمعة لثمان خلون من صفر، وفر أهل القوّة من الفسطاط إلى الشام، فخرج زكا أمير مصر إلى الجيزة وعسكر بها، ثم مرض ومات على مصافه بالجيزة فى ربيع الأول، فولى دكين بعده، ولايته الثانية، ونزل الجيزة وأقبلت مراكب صاحب إفريقية إلى الإسكندرية وعليها سليمان الخادم، فقدم شمل الخادم، صاحب مراكب طرسوس، فالتقيا برشيد فاقتتلا، فبعث الله ريحا على مراكب سليمان ألقتها إلى البر فتكسر أكثرها، وأخذ من فيها أخذا باليد وقتل أكثرهم وأسر من بقى وسيقوا إلى الفسطاط، فقتل منهم نحو سبعمائة رجل، وسار أبو القاسم بن المهدى من الإسكندرية إلى الفيوم وملك جزيرة الأشمونين والفيوم، وأزال عنها جند مصر، فمضى شمل الخادم فى مراكبه إلى الإسكندرية، فقاتل من بها من أهل إفريقية فظفر بهم، وألجأ أهل الإسكندرية إلى رشيد، وعاد إلى الفسطاط ومضى فى مراكبه إلى اللاهون ولحقته العساكر فدخلوا إلى الفيوم فى صفر سنة ٣٠٧، وخرج أبو القاسم ابن المهدى إلى برقة ولم يكن بينهما قتال فرجعت العساكر إلى الفسطاط. ا. هـ.

[[حوادث رشيد سنة ألف ومائتين وثمان عشرة]]

وفى السادس والعشرين من ربيع الثانى سنة ألف ومائتين وثمان عشرة (١)، كما فى تاريخ الجبرتى، كانت الفتن قائمة وهرب محمد باشا العز تلى برجاله العثمانية إلى جهة دمياط ورشيد، وتبعه البرديسى، وأوقع القبض عليه فى دمياط. وكان من العثمانية جماعة مقيمون برشيد، فتعين عليهم سليمان كاشف بجماعة لحربهم؛ فلما


(١) هذا التاريخ موافق ١٥، اغسطس ١٨٠٣ م.