بمدرسة أنشأها بلصق درب الحجر تجاه سكنه قديما، وحج رفيقا للدقدوسى وزار بيت المقدس وطوف، وكان خيرا متواضعا كريما ذا خط فائق، وشكل نضر بهج رائق، وشيبة نيرة وسكينة وصمت، ومحبة للفقراء واعتقاد حسن، ومحاضرة حسنة لولا ثقل سمعه، منقطعا عن الناس ملازما للكتابة، ويقال إن أكثر كتابته بالليل، وإن ما فقد من سمعه متع به فى بصره حتى إنه كان يكتب فى ضوء القمر، ويتهجد فى الليل ويتلو كثيرا، متوددا للطلبة مقبلا عليهم باذلا نفسه مع قاصده، متزييابزى أبناء الجند. مات سنة اثنتين وثمانين وثمانمائة ودفن بمدرسته المشار إليها. ومن نظمه:
يا خليلى أصاب قلبى المعنى … يوم سار الظعون والركبان
ظاعن طاعن برمح قوام … قد علاه من مقلتيه سنان
[جامع جانم]
هو بالسروجية عن يمين الذاهب إلى باب زويلة تجاه باب عطفة جامع قوصون. أنشأه الأمير جانم البهلوان مدرسة وجعل به خطبة، وبحائطه كتابة تدل على أن إنشاءه كان فى سنة ثلاث وثمانين وثمانمائة. وهو مغلق، وأرضه مفروشة بالرخام وقبلته من الرخام وكذلك عمده، وبه منبر ودكة صغيرة، وفى مؤخره ليوان برقى إليه بسلالم، وفيه ضريح منشئه عليه قبة مرتفعة، وله منارة ومطهرة، وشعائره مقامة من ريع أوقافه بنظر حسن أفندى عليوة.
وفى كتاب تحفة الأحباب للسخاوى: أن هذا الجامع أنشأه الجناب السيفى جانم أحد الأمراء العشرات فى محل مصلى/الأموات قديما، ويعرف الآن بالجانمية. وكان إنشاؤها سنة ثلاث وثمانين وثمانمائة انتهى.
وفى الضوء اللامع: إن جانما هذا هو ابن خالة يشبك الدوادار، كان أحد الدوادارية وتولى إمرة عشرة وكشف الصعيد، وفتك وحصل بحيث أخذ منه الملك جملة، وكان يكره انتماءه لقريبه فيما قيل، وسافر فى عدة تجاريد، وأظنه من الأشرفية برسباى بعد أن كان لبعض أمراء الشام انتهى، ولم يذكر تاريخ وفاته.
[جامع الجاولى]
هذا الجامع بجوار قلعة الكبش بتمن الخليفة قرب الحوض المرصود، وله باب من جهة قلعة الكبش وآخر من جهة شارع الحوض المرصود، وأرضه مرتفعة عن أرض الشارع