للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والرهبان، وفى بحرى ذلك الدير بثلث ساعة فم ترعة الخشاب المارة فى شرقى أطفيح، وكان فمها قبل ذلك عند الكريمات بحرى الدير بثلثى ساعة.

[(معركة الأمير خير بك مع النيشارية وغيرهم)]

ومن حوادث هذه القرية أنه فى شهر جمادى الأولى سنة أربع وعشرين وتسعمائة، حصلت عندها معركة حاصلها كما فى ابن إياس: أن ملك الأمراء - خير بك حاكم مصر من طرف ابن عثمان - كان قد عين جماعة من الينشارية والأسباهية للسفر إلى الخنكار (السلطان) بحلب، وكانوا ممتنعين من ذلك فحجزهم بالقلعة، فكسروا أبوابها ليلا، ونزلوا منها هاربين، ونزلوا فى المراكب من مصر العتيقة إلى الصعيد.

ولما استشعر ملك الأمراء بذلك أرسل خلفهم قايتباى الدوادار، فخرج فى صلاة الصبح، ومعه عدة من العثمانية والمماليك الجراكسة، وعدوّا إلى الجيزة، واقتفوا أثارهم، وقد افترقت العساكر بسبب ذلك فرقتين: فرقة مع ملك الأمراء، وفرقة عليه، فلم تلحق عساكره الهاربين إلا عند الميمون، فتصادموا هناك، واقتتلوا، فأنهزم العصاة وولوا هاربين إلى بنى عدى، فلحقتهم العساكر فى البحر وحاصروهم فى المراكب، ورموا عليهم بالمدافع والبندق، وأحرقوا مراكبهم، ووقع غالبهم فى البحر فغرق من غرق، وقبض على الباقى، وجز العسكر رؤس ستة وثلاثين منهم، وعادوا بباقيهم إلى مصر، وعرضوهم على ملك الأمراء، فأمر بقتلهم أجمعين، فكان عدة من قتل مائة وخمسين. وبعد أن كانت التراكمة قبل ذلك يقتلون أولاد الجراكسة، صارت عن قريب المماليك الجراكسة تقتل التراكمة بالليل والنهار، وقد ورد فى بعض الأخبار:

لا تكرهوا الفتن فإن فيها حصاد المنافقين (١). انتهى.


(١) هذا من المشهور على الألسنة، وهو لا يصح؛ لأنه قد ثبتت الاستعاذة من الفتن فى أحاديث: منها حديث الإستعاذة من فتنة المحيا والممات. انظر: كشف الخفاء ومزيل الإلباس عما اشتهر من الأحاديث على ألسنة الناس، للعجلونى.