توفى، المترجم، أبو حامد بالثغر سنة أربعين ومائة وألف. ا. هـ.
[ترجمة العلامة أحمد الدمياطى الشهير بالبناء]
ونشأ بها أيضا، كما فى الجبرتى، الأستاذ العلامة أحمد بن محمد بن أحمد ابن عبد الغنى الدمياطى الشافعى، الشهير بالبناء، خاتمة من قام بأعباء الطريقة النقشبندية بالديار المصرية، ورئيس من قصد لرواية الأحاديث النبوية.
ولد بدمياط ونشأ بها، وحفظ القرآن واشتغل بالعلوم على علماء عصره، ثم ارتحل إلى القاهرة فلازم الشيخ سلطان المزاحى، والنور الشبراملسى، فأخذ عنهما القراآت وتفقه عليهما، وسمع عليهما الحديث، وعلى النور الأجهورى، والشمس الشوبرى، والشهاب القليوبى، والشمس البابلى، والبرهان الميمونى وجماعة آخرين، واشتغل بالفنون وبلغ من الدقة والتحقيق غاية قل أن يدركها أحد من أمثاله، ثم ارتحل إلى الحجاز، فأخذ الحديث عن البرهان الكورانى، ورجع إلى دمياط.
وصنف كتابا فى القراآت سماه «اتحاف البشر بالقراآت الأربعة عشر» أبان فيه عن سعة إطلاعه وزيادة اقتداره، حتى كان الشيخ أبو النصر المنزلى يشهد بأنه أدق من ابن قاسم العبادى. واختصر السيرة الحلبية فى مجلد، وألف كتابا فى أشراط الساعة سماه «الذخائر المهمات فيما يجب الإيمان به من المسموعات».
وارتحل أيضا إلى الحجاز فحج، وذهب إلى اليمن فاجتمع بسيدى أحمد بن عجيل ببيت الفقيه فأخذ عنه حديث المصافحة من طريق المعمرين، وتلقن منه الذكر على طريقة النقشبندية، ولم يزل ملازما لخدمته إلى أن بلغ مبالغ الكمل من الرجال فأجازه وأمره بالرجوع إلى بلده والتصدى للتسليك وتلقين الذكر، فرجع وأقام مرابطا بقرية قريبة من البحر المالح، تسمى بعزبة البرج، واشتغل بالله وتصدى للإرشاد والتسليك، وقصد للزيارة والتبرك، والأخذ والرواية، وعم النفع به لا سيما فى الطريقة النقشبندية وكثر تلامذته، وظهرت بركته عليهم إلى أن صاروا أئمة يقتدى بهم ويتبرك برؤيتهم، ولم يزل فى إقبال على الله تعالى إلى أن ارتحل إلى الديار الحجازية