فيطعمهم الطعام، وكل واحد منهم ينوى أن يأكل عنده طعاما أو فاكهة أو حلوى، فيأتى لكل واحد بما نواه، وربما كان ذلك فى غير أيامه، وتأتيه الفقهاء لطلب الخطط، فيولى ويعزل، وذلك كله من أمره مستفيض.
وقد قصده سلطان مصر الملك الناصر مرات من موضعه، فخرجت من مدينة الإسكندرية قاصدا هذا الشيخ، نفعنا الله تعالى به، فوصلت قرية تروجة، ثم إلى مدينة دمنهور أم مدائن البحيرة، ثم إلى مدينة فوة، وبالقرب منها زاوية الشيخ أبى عبد الله المرشدى، فتوجهت إليه، فلما دخلت إليه قام إلىّ وعانقنى وأكرمنى، وأحضر الطعام فواكلنى، وأمرنى بالنوم عنده على سطح الزاوية، فنمت، فرأيت فى الرؤيا تلك الليلة كأنى على جناح طائر يطير بى فى سمت القبلة، /ثم يتيامن عنها ثم يشرق، ثم يذهب فى ناحية الجنوب، ثم يبعد الطيران فى ناحية المشرق، ونزل بى فى أرض مظلمة خضراء، وتركنى بها. فعجبت من هذه الرؤيا، وقلت فى نفسى: إن كاشفنى الشيخ برؤياى هذه فهو كما يحكى عنه.
فلما غدوت لصلاة الصبح قدمنى إماما لها، ثم أتاه من كان بائتا عنده من الزوار والأمراء وغيرهم، فودعهم، وانصرفوا، وزودهم كعيكات صغارا، ثم صلى الضحى، ودعانى وكاشفنى برؤياى فقصصتها عليه، فقال لى: سوف تحج وتزور النبى ﷺ، وتجول بلاد اليمن، والعراق، وأرض الترك، وبلاد الهند، وتبقى بها مدة طويلة، وستلقى بها أخى دلشاد الهندى، ويخلصك من شدة تقع فيها، ثم زوّدنى كعيكات ودراهم وودعته، ومنذ فارقته لم أر فى أسفارى إلا خيرا، ولم ألق فيمن لقيتهم مثله إلا الولى سيدى محمد الموله بأرض الهند، انتهى.
(منية مزّاح)
بميم مفتوحة فزاى مشددة فألف فحاء مهملة، كما فى خلاصة الأثر، قرية من مديرية الدقهلية بمركز دكرنس، موضوعة على الشاطئ الغربى للبحر