ولم يتفق للقرامطة منذ ابتداء أمرهم كسرة أقبح من هذه الكسرة، ومنها فارقهم من كان قد اجتمع إليهم من الكافورية والأخشيدية، فقبض جوهر على نحو الألف منهم وسجنهم مقيدين.
وقال ابن زولاق فى كتاب سيرة الإمام المعز لدين الله ومن خطه نقلت:
وفى هذا الشهر-يعنى المحرم سنة ثلاث وستين وثلاثمائة-تبسطت المغاربة فى نواحى القرافة والمغائر وما قاربها فنزلوا فى الدور وأخرجوا الناس من دورهم وشرعوا فى السكنى فى المدينة. وكان المعز قد أمرهم أن يسكنوا أطراف المدينة فخرج الناس واستغاثوا بالمعز فأمرهم أن يسكنوا نواحى عين شمس.
وركب المعز بنفسه حتى شاهد المواضع التى ينزلون فيها، وهو الموضع الذى يعرف اليوم بالخندق، والحفرة، وخندق العبيد، وأمر لهم بمال يبنون به وجعل لهم واليا وقاضيا. ثم سكن أكثرهم بالمدينة مخالطين لأهل مصر، ولم يكن القائد جوهر يبيحهم سكنى المدينة ولا المبيت بها، بل حظر ذلك عليهم.
وكان مناديه ينادى كل عشية: لا يبيتن أحد بالمدينة من المغاربة. انتهى.
ثم أن ابن زولاق هو حسن أو حسين بن إبراهيم بن حسن من أولاد سليمان بن زولاق، وهو مؤرخ مشهور مات سنة سبع وثمانين وثلاثمائة هجرية.
قال أبو الفداء: ألف كتابا فى خطط مصر. انتهى.
وفى عقد المقريزى/فى خططه بابا فى نسب الخلفاء الفاطميين وتكلم فيه على القرامطة فليراجع.
ترجمة حمدان بن الأشعث القرماط
مؤسس فرقة القرامطة
ونحن نذكر طرفا مما يتعلق بأصل هذه الفرقة فنقول: لم يذكر أبو الفداء اسم مؤسس فرقة القرامطة. واكتفى أبو الفرج بقوله: أنه كان رجلا فقيرا.