مات، المترجم، فى سنة تسع وتسعين ومائة ألف وهو فى سن السبعين.
[(رشيد)]
بفتح الراء المهملة وكسر الشين وسكون المثناة التحتية وفى آخرها دال مهملة. بليدة غربى النيل الغربى عند مصبه فى البحر شرقى الإسكندرية على مرحلة منها، ومصب النيل فى البحر عند رشيد خاصة يسمى الأرمسية، وتخافه المراكب عند طلوعها فيه من البحر.
قال العزيزى: وهى على ضفة النيل، والبحر الملح بعيد عنها بثمانية عشر ميلا، وهى ثغر جليل. والأرمسيّة بفتح الهمزة وسكون الراء المهملة وضم الميم وكسر السين المهملة ثم تحتية مشددة وهاء. (ا. هـ من تقويم البلدان لأبى الفداء).
وهى الآن من أشهر مدن الديار المصرية، وثغر من ثغورها واقعة بقرب البحر الرومى على نحو فرسخين، وعلى الشاطئ الغربى لفرع النيل الغربى، المسمى قديما بوليتين، وبعد وضع هذه المدينة عليه سمى بحر رشيد، كما سمى الإفرنج، الشرقى فرع دمياط لوقوعها عليه. ولم يتكلم عليها من ساحوا الديار المصرية قديما، مثل الأب سيكار وبوكوك ونحوهما. وأول من تكلم عليها المسين فقال:
«إنها أخذت فى الظهور فى خلافة المتوكل على الله الخليفة العباسى، سنة ثمانمائة ونحو السبعين من الميلاد، أيام بطريركية كومسا بطريرك الإسكندرية. وقبل حدوثها كان مرسى جميع المراكب مدينة فوّة، فلما تراكمت الرمال فى بوغاز هذا الفرع تعسر وصول المراكب الواردة من الخارج إليها فوضعت مدينة رشيد». وكانت زمن السياح سوارى بعيدة عن البغاز بفرسخين.
وقال أبو الفداء:«إن مدينة رشيد كانت فى القرن الثالث عشر من الميلاد قرية صغيرة على الشاطئ الغربى لفرع النيل الغربى بقرب مصبه فى المالح».
ولما ساح بلون الديار المصرية سنة ١٥٣٠ ميلادية، قال: إن رشيد أصغر من فوة، ولما غلبت الدولة العلية على هذه الديار أهمل أمر الخلجان فبطل رسوّ المراكب على مدينة فوّة بالكلية، وقامت مقامها فى ذلك مدينة رشيد وأخذت من حينئذ فى التقدم