من الزيت والشيرج والصابون والدبس والفستق والجوز واللوز والخرنوب ونحو ذلك، وموضعها فيما بين الجامع الحاكمى ودار سعيد السعداء، كانت أخيرا دارا تعرف بدار تعويل البوعانى، فأخربها وما جاورها الأمير قوصون، وجعلها فندقا كبيرا إلى الغاية وبدائره عدة مخازن، وشرط أن لا يؤجر كل مخزن إلا بخمسة دراهم من غير زيادة على ذلك، ولا يخرج أحد من مخزنه، فصارت هذه المخازن تتوارث لقلة أجرتها وكثرة فوائدها.
قال المقريزى: وأدركنا هذه الوكالة، وإن رؤيتها من داخلها وخارجها لتدهش لكثرة ما هناك من أصناف البضائع وازدحام الناس وشدة أصوات العتالين عند حمل البضائع ونقلها لمن يبتاعها، ثم تلاشى أمرها منذ خربت الشام فى سنة ثلاث وثمانمائة على يد تيمور لنك.
ثم قال: وفيها الآن بقية، ويعلو هذه الوكالة رباع تشتمل على ثلثمائة وستين بيتا أدركناها عامرة كلها. (اه). قلت: وهذه الوكالة باقية إلى اليوم واشتهرت بوكالة الصابون من أجل أن الصابون يباع بها.
[شارع الضببية]
ثم يليها باب شارع الضببية يتصل بشارع الكلباتى وبشارع مرجوش، وطوله مائة وستون مترا.
[سوق الجملون الصغير]
وكان موضع هذا الشارع سوق الجملون الصغير الذى ذكره المقريزى حيث قال: هذا السوق يسلك فيه من رأس سويقة أمير الجيوش إلى باب الجوانية وباب النصر، وهو مجاور لدرب الفرحية.
[المدرسة الصيرمية]
وفيه المدرسة الصيرمية وباب زيادة الجامع الحاكمى، وكان أولا يعرف بالأمراء القرشيين بنى النورى، ثم عرف بالجملون الصغير، وبجملون ابن صيرم وهو الأمير جمال الدين ابن صيرم - أحد الأمراء فى أيام الملك الكامل محمد بن العادل، وإليه تنسب المدرسة الصيرمية والخط المعروف خارج باب الفتوح ببستان ابن صيرم. وهذه المدرسة أنشأها ابن صيرم المذكور الذى كانت وفاته فى سنة ست وثلاثين وستمائة. (اه).
[زاوية سوق الضببية]
قلت: وفى وقتنا هذا قد زالت هذه المدرسة، وبنى فى موضعها زاوية صغيرة تعرف بزاوية سوق الضببية أغلب أوقاتها معطلة. وأما زيادة الجامع الحاكمى المذكورة فقيل إنها