، فهو من الأرباع المعطشة إن لم يكن بالوجه ماء، وأطولها وأوحشها مراحل أربع عشرة مرحلة، ساعاته مائة وخمس عشرة ساعة عنها ألف وسبعمائة وخمس وعشرون درجة. والأزلم: قال فى (القاموس): الزلم - محركة - قدح لا ريش عليه وسهام كانوا يستقسمون بها فى الجاهلية، الجمع أزلام وزلمتا المعز زنمتاها، ويقال للوعل والدهر الشديد الكثير البلايا الأزلم، وزلم أخطأ، وازدلم أنفه: استأصله، ورأسه قطعه، والزلم نبات لا بزر له ولا زهر، وإنما سمى هذا المحل بهذا الاسم لخباثة أرضه وسباخته وكثرة أفاعيه، وملوحة مائه جدا، وقلة نبات الأرض به خصوصا زمن المحمل، والمشقات الحاصلة للوفد بشرب مائه، وبعد المسافة عن الماء العذب الصائغ ذهابا وإيابا وغير ذلك، وهو نصف طريق مكة، يصلون إليها فى سابع يوم العقبة.
وكانت العادة السابقة أن يتغدى الركب تحت حدرة رامة، ويسير نحو ثلاثين درجة إلى الأزلم وهو فضاء بين جبال محيطة به، وبه أربعة آبار من الماء الملح جدا لا يكاد يسيغه الشارب، ويوجد بجدرها أوراق السنا المسهل، وكان بها خان خراب للناصر محمد بن قلاوون فهدم فى ولاية السلطان قانصوة الغورى، وأعيد جديدا فى سنة ست عشرة وتسعمائة على يد الأمير خشقدم أحد أمراء العشرة، وهو المتولى لقتل الجازانى بمكة لما كان باشا بها، وهذا الربع كالربع الأول، ومدته ثمانية أيام، ويوم التاسع يكون الركب فى الينبع فى صبيحته.
ومن الأزلم طريق إلى زاعم وقبقاب فى عرض الوادى مقدار مرحلة، وقدرها ابن العطار بسبع ساعات من الأزلم، وبه آبار ماء عذب، ومن الأزلم إلى أكرى أيضا طريق متسع حسن السلوك يسمى عند