للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وهذا الدرب من الدروب القديمة ذكره المقريزى، وسماه بحارة اليانسية حيث قال:

عرفت بطائفة من طوائف العسكر يقال لها اليانسية منسوبة لخادم خصىّ من خدّام العزيز بالله يقال له أبو الحسن يانس الصّقلى خلفه على القاهرة، فلما مات العزيز أقره ابنه الحاكم بأمر الله على خلافة القصور، وخلع عليه وحمله على فرسين، فلما كان فى المحرم سنة ثمان وثمانين وثلثمائة سار لولاية برقة بعد ما خلع عليه وأعطى خمسة آلاف دينار وعدة من الخيل والثياب.

وقال ابن عبد الظاهر: اليانسية خارج باب زويلة أظنها منسوبة ليانس وزير الحافظ لدين الله الملقب بأمير الجيوش سيف الإسلام، ويعرف بيانس الفاصد، وكان أرمنى الجنس وسمى الفاصد لأنه فصد الأمير حسن بن الحافظ وتركه محلولا فصاده حتى مات. وله خبر غريب فى وفاته ذكره المقريزى فى خططه، ثم إنه لم يوافق على ما ذكره ابن عبد الظاهر من أن اليانسية منسوبة ليانس وزير الحافظ إلى آخر ما تقدم، وقال: هذا الخبر فيه أوهام؛ منها أنه جعل اليانسية منسوبة ليانس الوزير، وقد كانت اليانسية قبل يانس هذا بمدة طويلة.

(اه. ملخصا).

وذكر المقريزى أيضا عند الكلام على المدرسة المهمندارية: أن خطتها تعرف بخط جامع الماردانى، وأن لها بابا من حارة اليانسية غير بابها الذى فى الشارع الأعظم، وكان مصلى الأموات قبالة هذه المدرسة. (اه). وقد تكلمنا عليها عند الكلام على المدارس من هذا الكتاب.

(قلت): ويظهر مما قاله المقريزى فى ترجمة الشارع الذى خارج باب زويلة أن هذه الحارة اختلطت بحارة الهلالية، وصار ساحل بركة الفيل قبالها، ثم لما كثرت المبانى والعمائر تغير كل ذلك.

وفى زمن دخول الفرنساوية أرض مصر كان باب هذا الدرب حيث المدرسة المهمندارية فى مقابلة الحارة المعروفة بحارة زرع النوى إلى الآن، كما وجد ذلك فى الخرطة المعمولة زمن الفرنساوية، ثم لما بنيت الأماكن المجاورة له دخل فيها الجزء المجاور للمدرسة، وصار أول درب اليانسية فى مقابلة سكة بير المش من جهة جامع أقماس المعروف بأبى حريبة الآن، وأما بابه من جهة قصبة رضوان فهو باق على أصله لم يتغير إلى وقتنا هذا.

انتهى ما يتعلق بدرب اليانسية قديما وحديثا.

***

[شارع الماردانى]

هو بآخر شارع الدرب الأحمر من الجهة القبلية، ويتصل بشارع سويقة العزى وبحارة زقاق المسك، وطوله مائتان وثلاثون مترا. عرف بذلك لأن بجواره جامع الماردانى.