القاهرة. وتعزز فى المجئ، ثم فى الاجتماع. ولما اجتمعا أنعم عليه بدنيا فامتنع من قبولها ولم يسمح بقبولها مرتبا بالجوالى.
وولى تدريس الحصرية بدمياط ونظرها وأقرأ فيها الكتب الثلاثة. ولم يكن مع هذه الشهرة والوجاهة بعارض أحد من المباشرين ونحوهم إلا فيما لا ضرر عليهم فيه.
ومات فى ذى الحجة سنة إحدى وسبعين وثمانمائة بدمياط. ودفن بضريح الشيخ عثمان الشرنباصى فى سوق الحصريين، وقد جاوز الستين رحمه الله تعالى.
ترجمة أبى المكارم محمد بن سليمان
المنزلى الشافعى
وأما ولده البدر فهو أبو المكارك محمد بن سليمان/بن داود بن محمد ابن داود البدر زين العلم أبى الربيع، المنزلى الأصلى، الدمياطى الشافعى نزيل القاهرة، وخطيب القجماسية المستجدة بها.
ولد فى منتصف رجب سنة ثمان وأربعين وثمانمائة بدمياط ونشأ بها.
فحفظ القرآن والمنهاج والتمهيد للأسنوى، وألفية بن مالك، وفصيح ثعلب.
وأخذ عن أبيه. وحج فى سنة ثلاث وستين، وجاور نحو ثلاثة أشهر. ولازم فى القاهرة الجوجرى وأذن له فى الإفتاء والتدريس. واستقر بعد أبيه فى تدريس الناصرية بدمياط، وكذا فى نظرها ونظر المسلمية. وبعد موت النابلسى فى مشيخة قراقوش بخان السبيل وفى خطابة القجماسية وانعزل عن الناس مع يبس، وفاقة، وديانة ومزيد تحر، بحيث لا يأكل عند أحد من الأمراء ونحوهم شيئا غالبا.
وقد لخص الأغانى لأبى الفرج الأصبهانى. وآل أمره إلى أن رغب عن الخطابة للخطيب الوزيرى. ثم سافر فى أثناء سنة خمس وتسعين وثمانمائة لزيارة دمشق. انتهى ولم يذكر تاريخ موته ﵀.