للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[المشاعل] (١)، وتوجه وقطع الخليج ليلا، وبعد ذلك رجع إلى القلعة، وفى الصباح وجدت أهل القاهرة الماء قد ملأ الخلجان، ولم يعلم قبل ذلك قطع الخليج ليلا إلا فى هذه المدة، فاغتمت الأهالى؛ لأن قطع الخليج من المواسم والأعياد الكبيرة عندهم، وأوجب ذلك تشاؤم الخلق، وبعد ذلك بقليل قتل الملك الناصر.

[(مقياس النيل فى مدة آل عثمان)]

اعلم أن حوادث هذه المدة تشتمل على ما يقرب من ثلثمائة سنة، كان ابتداؤها استيلاء السلطان سليم على أرض مصر، وانتهاؤها دخول الفرنساوية هذه الديار، ونحن لم نذكر هنا إلا ما حصل من العمارات فى المقياس وحوادث النيل فى مدة بعض من تولوا مصر من العمال بالنيابة عن سلاطين آل عثمان، وفى مدة البيكوات من دون أن نتعرض لغير ذلك، إذ الحوادث التاريخية المتعلقة بكل من هؤلاء العمال، توجد فى تواريخهم فليراجعها من يريد الوقوف عليها.

وفى زمن السلطان سليم بعد تخلية البلاد من المماليك، صار الاهتمام بالإدارة الداخلية بالديار المصرية وسائر البلاد الأخر التى دخلت تحت حكمهم. ونسب بعضهم إلى السلطان سليم بعض عمارات لمقياس الروضة، ولكن لم يعين وقت حصولها. ومذكور أنه حصل مثل ذلك فى زمن ابنه السلطان سليمان الأول الذى أعقبه على التخت سنة ست وعشرين وتسعمائة، وبعد موته فى سنة أربعة وسبعين وتسعمائة هجرية، جلس على التخت ابنه السلطان سليم الثانى، وصار الاعتناء بأمر المقياس أيضا، ثم أهمل بعد ذلك.


(١) فى الأصل: المشاعيل. والتصحيح من بدائع الزهور، ج ٣، ص ٣٩٦.