هذه الجملة الأخيرة مضمونها أن مجموع الزيادة التى زادها النيل فى هذه السنة كانت أربعة عشر ذراعا وسبعة عشر إصبعا، كما فى الأصل الفرنساوى.
واعلم أن بدن العمود طوله ستة عشر ذراعا، والذراع أربعة وخمسون سنتيمترا، وهو مقسم بعلامات مرسومة عليه وهى أربعة وعشرون إصبعا، وحيث أن العتب الخشب الذى كان قد وضعه حمزة باشا اعتراه التلف صار استعواضه بعتب من قطعة واحدة قوية، وكانت عمارة البئر والدهليز مجاورين للحوض، ووضعت تخاشيب بين أعمدة الدهليز، وعمل أوتاد لزوم إقامة الشيخ خادم المقياس، ووضع فوق البوابة لوح من الرخام كتب عليه باللغة الفرنساوية والعربية الكتابة المارة، وصار الاجتهاد فى رعاية الكتابات الكوفية وغيرها، والاعتناء بحفظها. وفى سنة أربع عشرة ومائتين وألف صار قطع الخليج على ستة عشر ذراعا وسبعة أصابع، وعمل المهرجان على العادة. وفى السنة الثانية يعنى سنة خمس عشرة ومائتين وألف تمت العمارات التى كانت جارية بالمقياس، وتقدم الباشمهندس لوبير (يعنى الأب) إلى الديوان الكبير، نسخة الأعمال المذكورة/لأجل أن تحفظ بالدفترخانة، فتحرر له ولسر عسكر من الديوان خطابات بالشكر.
[(صورة الخطاب الأول)]
«من محفل الديوان العالى بمصر المحروسة خطابا إلى حضرة سر عسكر الكبير عبد الله منو أمير الجيوش الفرنساوية حفظها الله تعالى. أما بعد الدعاء لكم بخير، نخبركم بأنه وقع من سعادتكم مزية كبيرة، هى شأن الملوك السابقين والسلاطين المتقدمين من العباسيين، وهى مقياس النيل السعيد الذى هو سبب لعمارة الإقليم المصرى، وفيه حياة الآدميين والمواشى والطيور والوحوش، من مبدأ بحر النيل الشلال الأعلى إلى منتهى ما بين البحرين فى الثغرين رشيد ودمياط، وحصل السرور الكامل للناس، وصاروا يدعون لكم بالتأييد والنصر، ويطلبون بقاءكم، وهذه منقبة أحييتموها بعد اندراسها من مدة المأمون من العباسيين، فصار ذلك من مآثركم، تذكرون به