السباع الآن، أنشأ زريبة فى قبلى الجامع الطيبرسى وحفر لأجل بناء هذه الزريبة البركة المعروفة الآن بالبركة الناصرية واستعمل طينها فى البناء، وأنشأ فوق هذه الزريبة دارا ووكالة وربعين عظيمين جعل أحدهما وقفا على خانقاه سرياقوس.
ولما حدثت المحن من سنة ست وثمانمائة وتقلص ماء النيل عن البر الشرقى، وكثرت حاجات الناس وضروراتهم، وتساهل قضاة المسلمين فى الاستبدال فى الأوقاف وبيع نقضها اشترى شخص الربعين والحمامين ودار الوكالة التى ذكرت على زريبة السلطان بجوار الجامع الطيبرسى فى سنة سبع وثمانمائة، انتهى.
[ترجمة الشيخ درويش الأقصراى]
وفى الضوء اللامع للسخاوى أن بخانقاه سرياقوس فى شرقيها قبر الصالح المعتقد الشيخ درويش الأقصراى، قال واسمه محمد ولقبه درويش الأقصراى الخانكى كان صالحا خيرا دينا غير ملتفت لما فى الأيدى ولا مدخر لشئ حتى الأكل والشرب، بل متجردا بحيث إنه كان إذا سافر للحج أو غيره لا يصحبه شئ غير ما يستر عورته ولا يطلب من أحد شيئا، بل أن جئ له بشئ من أكل لم يتناول منه سوى ما يسدّ به رمقه ويترك الباقى، وأفنى عمره فى السياحة والحج كل سنة ماشيا، كل ذلك مع المعرفة والعقل والفصاحة فى اللغة التركية وفهم قليل فى غيرها وكان حسن الشكل منوّر الشيبة وهو إلى الطول أقرب لا يغطى رأسه إلا نادرا، مات فى ذى القعدة سنة سبع وخمسين وثمانمائة بهذه الخانقاه وقبره يقصد بالزيارة. انتهى.
وفيه أن الأمير تمرباى التمر بغاوى تمربغا المشطوب نائب حلب ابتنى بظاهر خانقاه سرياقوس سبيلا وقبة وقد تقلب فى المناصب وكان دوادارا مدة الظاهر ططر، وكان من أمراء الطبلخاناه ثم رأس نوبة النوب وسافر أمير الحج غير مرة وباشر نيابة الاسكندرية، وكانت وفاته بالطاعون سنة ثلاث وخمسين وثمانمائة وكان عفيفا متصدقا له مآثر مع شراسة خلق وبذاءة لسان وقبره تجاه تربة الظاهر برقوق، انتهى.
وفيه أيضا أن عبد الغنى بن محمد بن أحمد الجوجرى ثم الخانكى أنشأ مدرسة فى الخانقاه وجاور مرارا منها فى سنة أربع وتسعين بعد حجه فى التى قبلها وكان ذا