فى كتاب استرابون أنها مدينة قديمة، كانت رأس خط واقعة على الشاطئ الشمالى لفرع كانوب وأن دنويل حقق أنها كانت فى محل مدينة اندروبوليس. وقال بعضهم إن معنى الأولى مدينة النساء، ومعنى الثانية مدينة الرجال، وقال بعض شارحى استرابون إن كلا الاسمين علم على مدينة واحدة، لكن أعقب أحدهما الآخر وإن اسم اندروبوليس متأخر عن سينيكوبوليس؛ بدليل أن كلمة اندروبوليس إنما ذكرها بطليموس فى الماجسطى، وهو كتاب مؤلف بعد الميلاد بثمانية وإحدى وأربعين سنة.
وكلمة سينيكوبوليس كانت من قبل، وزعم العالم لرشى أنها فى محل مدينة اركندر التى ذكرها هيرودوط، انتهى. وأنكر ذلك شراح استرابون لأن مدينة اركندر كانت فى أرض المزارع كما قال هيرودوط، ومثلها مدينة انطلا وكلاهما فى شمال نقراطس.
وأما مدينة مونفيس فكانت والية لمدينة جينيكوبوليس، وذكر استرابون هذه النواحى على ترتيبها فى الوضع بالبدء من شديا، فقال: شديا ثم شبريوكوم ثم هرموبوليس ثم جينيكوبوليس وهى غير سينيكوبوليس، وبعضها يوافق الخراب الذى فوق النيل بقرب فم خليج البحيرة فى مقابلة الطيرية، وبقرب هذا الموضع تبتدئ الطريق من الطرانة إلى وادى النطرون. وفى ناحية مونفيس كانت الواقعة بين أمزيس وفرعون مصر، فالأول قام بجيوشه من الليبيا، والآخر من صان، والظاهر أن أمزيس تبع طريق منفيس وقطع الصحراء ليصل إلى النيل فى أقرب طريق، ثم إن لارشى المذكور عالم فرانساوى ولد فى مدينة ديجون من بلاد فرانسا سنة ألف وسبعمائة وست وعشرين، ومات سنة ألف وثمانمائة واثنتى عشرة. وله مؤلفات شتى، منها ترجمة كتاب هيرودوط بتهاميش عليها وهو من الكتب المرغوبة عند الفرنج.