للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

طريق الشام معونة للعساكر المتوجهين إلى الحجاز، وعدم التعرض للأمراء المصرية وراحتهم وعدم محاربتهم لأنه تقدم العفو عنهم. ا. هـ.

[[ترجمة محمد بيك الألفى المرادى]]

والألفى هو، الأمير الكبير والضرغام الشهير، محمد بيك الألفى المرادى. كان مملوكا جلبه بعض التجار إلى مصر فى سنة تسع وثمانين ومائة وألف، فاشتراه أحمد جاويش-المعروف بالمجنون-فأقام ببيته أياما، فلم تعجبه أحواله لكونه كان مجنونا سفيها ممازحا، فطلب منه بيع نفسه، فباعه لسليم أغا الغزاوى-المعروف بتمرلنك-فأقام عنده شهورا، ثم أهداه إلى مراد بيك، فأعطاه فى نظيره ألف أردب من الغلال-فلذلك سمى بالألفى-.

وكان جميل الصورة، فأحبه مراد بيك وجعله جوخداره، ثم أعتقه وجعله كاشفا بالشرقية. وعمر دارا بناحية الخطة، المعروفة بالشيخ ظلام، وأنشأ هناك حماما.

وكان صعب المراس قوى الشكيمة،/وكان بجواره على أغا-المعروف بالمتوكلى-فدخل عليه وتشفع عنده فى أمر فقبل شفاعته، ثم نكث فحنق منه ودخل عليه فى داره يعاتبه فرد عليه بغلظة فأمر الخدم بضربه فضربوه بالعصى المعروفة «بالنبابيت» فتألم من ذلك ومات بعد يومين، فشكوه لأستاذه مراد بيك فنفاه إلى بحرى، فعسف بالبلاد مثل فوّة ورشيد وغيرهما. وأخذ من أهالى البلاد التى عسف بها أموالا كثيرة فشكوا منه إلى أستاذه وكان يعجبه ذلك.

ثم رجع-المترجم-إلى مصر فعند ذلك قلدوه الصنجقية وذلك فى سنة ١١٩٢ واشتهر بالفجور فخافه الناس، ولما اتسعت دائرته سكن بدار ناحية قيسون وهدم داره القديمة ووسعها وأنشأها إنشاء جديدا، واشترى المماليك الكثيرة وأمرّ منهم أمراء، وجعل منهم كشافا فنشؤا على طبيعة أستاذهم فى التعدى والفجور.

والتزم-المترجم-بإقطاع فرشوط وغيرها من البلاد القبلية والبلاد البحرية، مثل محلة رومية ومليج وغيرهما، وتقلد كشوفية شرقية بلبيس ونزل إليها، وكان يغير على ما بتلك الناحية من إقطاعات وغيرها، وأخاف جميع عرب تلك الجهة وجميع قبائل