ثم وفى قبلى هذه الزاوية خلف دار المرحوم محمد على باشا المتقدم ذكرها والدار المجاورة لها والحوش الذى هناك تجاه تكية المولوية دار كبيرة متخربة كانت أولا من الدور الشهيرة، وكانت فى ملك السلطان طومان باى - قريب السلطان الغورى - ثم سكنها السلطان سليم بعد فتح مصر ورجوعه من الإسكندرية، وبقى ساكنا بها إلى أن خرج متوجها إلى البلاد الرومية فى ثلاث وعشرين من شعبان سنة ثلاث وعشرين وتسعمائة، ثم انتقلت إلى ملك سنان باشا الدفتدار، ثم إلى ملك محمد بيك عجم زاده.
وبيان ذلك أن ابن إياس وغيره ذكر أن السلطان سليم سكن فى دار طومان باى بعد أن انتقل من المقياس. وذكر أبو السرور البكرى فى خططه أن السلطان سليم تحول إلى البيت المطل على بركة الفيل المعروف الآن ببيت عجم زاده. وفى حجة مصطفى أغا ابن عبد الرحيم - أغا دار السعادة - أن دار عجم زاده هى دار طومان باى التى بزقاق حلب. والزقاق موجود إلى الآن لكن ليس له اسم. (انتهى ملخصا).
قلت: فنتج من هذا كله أن دار طومان باى قد انتقلت إلى ملك سنان باشا وإلى ملك عجم زاده، كما هو ظاهر مما تقدّم، وهى موجودة إلى الآن إلا أنها متخربة.
[ضريح المضفر]
وأما ضريح الشيخ المضفر المذكور فقد هدمناه عند بناء بيتنا، وجدّدناه، ولكن لم نغير قبته، وجعلنا له كل سنة مولدا ليلتين مع مولد السيدة نفيسة ﵂ والظاهر أن بهذا الضريح رأس سنجر الذى ذكره السخاوى.
[ترجمة المضفر]
وأما المضفر فهو - كما فى المقريزى - الملك المظفر سيف الدين قطز، تسلطن فى يوم السبت رابع عشر ذى القعدة سنة سبع وخمسين وستمائة، وأخرج المنصور بن المعز أيبك وأمه إلى بلاد الأشكرى، وقبض على عدة من الأمراء، وسار فأوقع بجمع هولاكو على عين جالوت، وهزمهم فى يوم الجمعة خامس عشرى رمضان سنة ثمان وخمسين، وقتل منهم وأسر كثيرا، بعد ما ملكوا بغداد وقتلوا الخليفة المستعصم بالله عبد الله، وأزالوا دولة بنى العباس، وخرّبوا بغداد، وديار بكر، وحلب، ونازلوا دمشق فملكوها، فكانت هذه الواقعة أول هزيمة عرفت للتتر منذ قاموا.