وأخبرنى شيخنا قاضى القضاة مجد الدين إسماعيل بن إبراهيم الحنفى وخال أبى تاج الدين إسماعيل بن أحمد بن الخطيب إنهما أدركا بكوم الريس عدة أمراء يسكنون فيها دائما، وأنه كان من جملة من يسكن فيها دائما نحو الثمانية من الجند السلطانى.
وأنا أدركت بها سوقا عامرا بالمعاش بأنواعه من المآكل لا أعرف اليوم مثله فى القاهرة فى كثرة الأكل. وأدركت بها حماما، وجامعين تقام بهما الجمعة.
وموقف مكارية، ومنارة لا يقدر الواصف أن يعبر عن حسنها لما اشتملت عليه من كل معنى رائق بهيج.
وما برحت على ذلك إلى أن حدثت المحن من سنة ست وثمانمائة فطرقتها أنواع الرزايا حتى صارت بلاقع وتغيرت معاهدها ونزل بها من الوحشة ما أبكانى، وأنشدت فى رؤيتها عندما شاهدتها خرابا:
وينسب إلى هذه القرية كما فى الضوء اللامع للسخاوى: الشيخ حسن بن على بن أبى بكر بدر الدين السبكى الأصل، الريشى ثم القاهرى، والد خير الدين محمد أحد الشهود.
قرأ القرآن، والعمدة، والتنبيه. وحضر عند الإبناسى وغيره. وصحب الزين بن النقاش وجاور معه بمكة وقرأ بين يديه فى الميعاد ثم جاور فيها بمفرده سنين وتزوج بها. وكان يكتب خطا جيدا فلذا كان يكتب العمر هناك.
مات فى ربيع الأول سنة إحدى وخمسين وثمانمائة ودفن بالمعلاة.