ويقال لها: طحا الأعمدة، وهى بلدة كانت قديما من مدن الأقاليم القبلية، متوسطة بين البحر الأعظم واليوسفى، وتذكر كثيرا فى كتب القبط، وفى بعضها سميت: كليوت وزيوبوليس وفى بعضها كانت تسمى طوحو، وجعلت فى أحد دفاتر التعداد من بلاد البهنسا، وفى آخر من بلاد الأشمونين وهى غير مدينة (طوه) من أقاليم الأشمونين أيضا، وقال (أبو صلاح): كان سكان طحا فى صدر الإسلام خمسة عشر ألف نفس كلهم نصارى ليس فيهم مسلم ولا يهودى، وكانت تحتوى على ثلثمائة وستين كنيسة وهدمت فى خلافة (مروان) أحد خلفاء بنى أمية، فإنه أرسل من طرفه عاملا لجمع الخراج فطرده الأهالى ولم يدعوه يقيم عندهم، فرجع إلى الخليفة وقص عليه ما صار من أهالى طحا، فغضب وأرسل أحد أمرائه إليها فقتل ونفى كثيرا من أهلها وهدم جميع الكنائس إلا كنيسة (مارى منية) كان أهلها عاقدوه أن يدفعوا له - فى نظير بقائها - ثلاثة آلاف دينار ثم دفعوا له منها ألفين وعجزوا عن الباقى، فجعل ثلثها مسجدا مشرفا على السوق، وفى تاريخ البطارقة أنه كان بجوار طحا (دير) فى محل يسمى برجواس، فنهب/العرب ما فيه وخربوه، وذكر المقريزى: أن بناحية طحا كنيسة على اسم الحواريين الذين يقال لهم:
الرسل، وكنيسة باسم مريم العذراء، وقال ابن حوقل: كان فيها عدة أنوال لنسج الأقمشة وأسقفية، وهى الآن قرية واقعة على تلول البلد القديمة بها جامعان بمنارتين وزاوية، وفى جهتها الشرقية كنيسة للأقباط ومنها نصارى نحو الربع، وحولها نخل قليل، وسوقها كل يوم اثنين، وأطيانها نحو أربعة آلاف فدان، وهى من أعمال المنية.