للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

[(الراهب)]

قرية صغيرة بقسم سبك من مديرية المنوفية، واقعة على الشاطئ الغربى لترعة العطف، وأطيانها محصورة بين بحر شبين وترعة العطف، وسواقيها على الترعة والبحر، وفى شمالها وعلى مسافة نصف ساعة بندر شبين الكوم التى هى مركز المديرية.

وبها ولى يعرف بالشيخ الراهب له مقام يزار، ويتسوق أهلها من سوق شبين، وتكسبهم من الزرع وغيره.

[[ترجمة الحاج صالح الفلاح]]

وفى تاريخ الجبرتى: أن من هذه القرية الأجل الأكرم ذو الملاذ الأفخم الحاج صالح الفلاح، وهو أستاذ الأمراء المعروفين بمصر المشهورين بجماعة الفلاح وينسبون إلى القازدغلية.

كان صاحب مال وثروة عظيمة، وأصله غلام يتيم فلاح، من القرية المذكورة، وكان خادما لبعض أولاد شيخ البلد، فانكسر على شيخ البلد المال فرهن ولده عند الملتزم، وهو على كتخدا الجلفى، ومعه صالح، هذا، وهما غلامان صغيران، فأقاما ببيت على كتخدا، حتى وفى شيخ البلد ما عليه من المال واستلم ابنه ليرجع به إلى بلاده، فامتنع صالح المذكور، وقال: أنا لا أرجع إلى البلد، وبقى ببيت الملتزم واستمر يخدم به مع صبيان الحريم، ولم يزل يتنقل فى الأطوار والأحوال حتى صار من أرباب المال، واشترى المماليك والعبيد والجوارى، وصار يزوجهم ويشترى لهم الدور والأملاك، ويدخلهم فى الوجاقات والبلكات بالمصانعات والرشوات لأرباب الحل والعقد والمتكلمين حتى تنقلوا وأخذوا الرتب الجليلة، مثل كتخداآت واختيارية وأمراء طبلخانات وجاويشية وأوزباشية وغير ذلك، وصار لهم أملاك ومماليك وشهرة عظيمة بمصر وكلمة نافذة وعزوة كبيرة، وكان/يقال له: صالح جلبى، والحاج صالح، وكان يركب حمارا وخلفه خادم، ويلبس عمامة لطيفة، وكان يقرض إبراهيم كتخدا وأمراءه بالمائة كيس وأكثر، ويخرج الأموال بالربا والزيادة، وبسبب ذلك انمحقت دولتهم وزالت نعمتهم فى أقرب وقت من الزمان، وآل أمرهم إلى البوار