لا باطنا، وأسرت إلى (إسكندرجانى) ملك اليهود أن يعينها، فأجابها وأرسل لها عساكر، وحصلت وقعة عظيمة بينه وبين بطليموس، ثم انهزم ملك اليهود وخابت مساعى كليوباترا، ومع ذلك فلم ترتدع، بل أخذت فى ازدياد المكر والحيل، حتى قهرت ولدها الأكبر على الفرار إلى جزيرة رودس، وأقام بها، وتخلى عن السلطنة لأخيه الأصغر. فلم يمض غير يسير حتى طلبته للحضور، فلما حضر خاف على نفسه، وخشى أن تكون والدته مضمرة له سوءا، فعجّل عليها وقتلها، ففزعت الأهالى من ذلك، وقاموا عليه وطردوه سنة ٩١ قبل الميلاد، وبعد مدة قليلة قتله أحد الملاحين، وانقطع ذكره من ذاك الحين.
وبقى أخوه-بطليموس الأصغر-منفردا فى الملك ثمانية وستين سنة، وحصل فيها سنة ٨١ قبل الميلاد فتنة عظيمة فى الجهات القبلية من مصر، فجرد عليها جيوشا وحاربها، وانتصر عليها. لكن من بقى من رجال الفتنة انحاز لقوم آخرين، ودخلوا مدينة طيبة، وتحصنوا بها، فحاصرهم بطليموس ثلاث سنين، على ما قيل. ثم انتصر عليهم، وبدد شملهم، وهدم المدينة وشتت أهلها.
[مطلب كليوباترا]
وبعد موت بطليموس لم يكن له غير بنت تسمى (برينيس).
وسميت كليوباترا، جريا على عادة بيت البطالسة، فورثت والدها فى الملك، وجلست على التخت وأقامت ستة أشهر بدون منازع. وبعدها حضر فى مدينة الإسكندرية من طرف (سلا) رئيس جمهورية الرومية، أحد أولاد بطليموس، وكان اسمه إسكندر الأول، وكان قد ترقى عند ملك البون. ولما بلغه موت بطليموس توجه إلى روما، والتجأ إليها وحضر بمساعدة إلى مصر، ومعه مكاتبة بجعله ملكا على أرض مصر، باسم بطليموس العاشر؛ حيث أنه الأحق لأنه الأقرب لبطليموس من الرجال، فلم ترض المصريون بذلك، ولكن خافوا حصول فشل، فاتفقوا على أن يزوّجوه بكليوباترا، ويكونا معا فى الملك فتزوجها