بفتح الهمزة وسكون النون وكسر الصاد المهملة ثم نون ثانية وألف، بلدة بالصعيد الأوسط بها آثار عظيمة أوّلية وهى على شاطئ النيل من البر الشرقى قبالة الأشمونين من البر الآخر، ولها مزدرع كثير، قال الإدريسى فى نزهة المشتاق، أنصنا مدينة قديمة البناء كثيرة الثمار غزيرة الخصب انتهى من تقويم البلدان لأبى الفداء.
وكانت تسمى قديما أنتنويه ويستفاد من كلام المؤرخين أن قيصر الروم أدريان هو الذى أمر ببنائها لتكون مركزا للأقاليم القبلية عوضا عن مدينة الأشمونين، وذلك على ما ذكره بعضهم أن القيصر لما أراد سياحة الديار المصرية ليشاهد آثارها وأخبار أهلها، قام من مملكة إيطاليا سنة مائة وثمانين من الميلاد-أعنى سنة ٨٨٦ من تاريخ رومة-فبعد أن ساح بعض بلاد السواحل دخل أرض مصر سنة ١٣٢ ميلادية، وفى السنة الخامسة عشرة من جلوسه على تخت القيصرية، أقام بمدينة طيبة واطلع على خزانة التحف التى بها ورأى الآثار العتيقة وأمر ببناء قبر مشيد فيها للأمير بومبيوس الذى كان قتله بطليموس فى هذا المكان غدرا وخيانة، وتوجه منها إلى الإسكندرية وأمر لأهل المدينة برجوع بعض المزايا التى حرموا منها فى زمن القياصرة السابقين، ثم قصد إلى الأقاليم القبلية وكان/مستصحبا لنديمه الشاب أنتنويه، وكان يحبه حبا شديدا أوجب التكلم فيه من كثير من الشعراء وغيرهم، فقدّر الله سبحانه غرق هذا الشاب فى النيل قريبا من محل هذه المدينة، فحزن عليه القيصر حزنا شديدا غير معتاد،